يمثل الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في جبال الألب السويسرية أكبر تقاطع للثروة والسلطة السياسية في
خارطة التقويم العالمي.
اعتاد منظمو المنتدى في يناير من كل عام على الإعلان عن قائمة جديدة لتسجيل الأرقام القياسية لحضور الرؤساء والحكام
والعائلات الملكية، وهم يشقون طريقهم عبر الجليد إلى التجمع السنوي، لكن التوازن هذا العام يتغير.
غياب عدد من الرؤساء والقادة البارزين
مع توجه 52 رئيس حكومة إلى دافوس غاب قادة رفيعو المستوى عن المنتدى كالرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني
شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين وهو ما لم يكن مفاجئاً.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الآخر تخلى عن دافوس هذا العام جنباً إلى جنب رئيس وزراء بريطانيا الجديد ريشي
سوناك والرئيس البرازيلي المعاد انتخابه لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تعهد بإعادة بلاده إلى الساحة العالمية بعد سنوات
العزلة التي فرضها الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونار.
قد يبدو غياب القادة في هذا التوقيت له أسبابه وسط مخاوف من انتقاد شعبي في بلدانهم، خصوصاً وان أجزاء كبيرة من العالم
تعاني من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار فيما يقف الاقتصاد العالمي على حافة الركود. ولعل هذا ما يفسر إلغاء بعض القادة
زيارة دافوس على نحو مفاجئ قبيل المنتدى بقليل، منهم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا الذي كان أحد القادة السياسيين
في قائمة الحاضرين في المنتدى لكنه ألغى الزيارة بسبب أزمة الطاقة المستمرة في بلاده والتي أغرقت العديد من المواطنين
في الظلام.
يتعرض دافوس إلى كثير من الانتقادات في السنوات الأخيرة ، حيث يتهم البعض الحاضرين بالانفاق المبالغ في منتجع
التزلج، على سبيل المثال وصول بعض الأثرياء في طائرات خاصة بشكل مبالغ، فيما يُتهم البعض بالنفاق ، ففي نسخة
دافوس عام 2019 نقلت نحو 270 طائرة خاصة “نفائة” المشاركين في المنتدى خلال يومين فقط، ونحو 1500 رحلة
خاصة في أسبوع لمناقشة موضوع تغير المناخ وأزمة انبعاثات الكربون !
مع غياب 6 قادة في مجموعة السبع من أصل 7، يقع العبء في تمثيل أوروبا على كاهل ألمانيا، فالمستشار أولاف شولتز هو
الزعيم الوحيد الحاضر من مجموعة السبع، ويتقاسم الفاتورة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وهي
ألمانية أخرى. هل يبدو الأمر غير مستغرباً؟ سيراقب المراقبون خطاب شولتز عن كثب.
غياب روسي تام .. ولا مليارديرات من الصين !
الغياب الأبرز كان من حصة روسيا، شمل السياسيين وأيضاً المليارديرات الذين كانوا ذات يوم لاعباً أساسياً في المؤتمر
الرأسمالي بعد أن أدت الحرب في أوكرانيا ونبذ الغرب لروسيا إلى إقصاء الأوليغارشية ترسانة “الثروة والنفوذ” من
دافوس، وتسببت بتغيير في تركيبة قائمة الحضور وخسارة المنتدى ممولين مهمين.
رجال الأعمال من الصين أيضا يتخطون دافوس فعام 2022 لم يكن هيناً عليهم مع انهيار سوق الأسهم الذي قضى على
224 مليار دولار من ثروات أغنى أغنياء البلاد.
لكن سيكون هنالك حضوراً هاماً لـمليارديرات من أوروبا وأميركا والهند وبزيادة تشير التقارير إلى إن نسبتها تصل إلى
40% عن العام الماضي.
التغيير في تركيبة الحضور يعكس في النهاية الإضطرابات العالمية التي تسببت بتحول مراكز القوة وإعادة تشكيل الثروات
حول العالم.
نشطاء البيئة
لا يجذب دافوس 2023 المنتدى هذا العام نشطاء البيئة مثل الملك تشارلز الثالث والأمير وليام من بريطانيا . لكن سيكون
هنالك حضوراً لملكة هولندا ماكسيما وهي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتمويل الشامل.
شركات التكنولوجيا هي الأخرى؟
تراجعت بعض أبرز شركات التكنولوجيا عن مشاركتها في دافوس وسط جولات من عمليات التسريح المكثفة للموظفين .
في 24 ديسمبر الماضي تم توجيه سؤال لإيلون ماسك مؤسس تسلا ورئيس مجلس إدارة سبيس إكس ، والرئيس التنفيذي
لتويتر على المنصة حول دافوس وكانت إجابته بإنه استلم دعوى للمشاركة لكنها رفضها ووصف المنتدى بأنه ممل!
على أي حال تجمع غيوم عاصفة اقتصادية تغيب النخبة السياسية العالميةعن دافوس ، لكن المنتدى الاقتصادي العالمي اختار
هذا العام التركيز على زيادة أعداد الرؤساء التنفيذيين. فمن بين 2700 مشارك في جلسات المنتدى الرسمية يتوقع دافوس
أن يكون بينهم 600 مدير تنفيذي عالمي بما في ذلك الرؤساء من مستوى C-Suite.
Cnbc عربية