أثارت أزمة منصة هوج بول Hoogpool ، للاستثمار وتعدين العملات المشفرة، حالة من الجدل في المجتمع المصري . وذلك بعد تعرض آلاف الأشخاص إلى عملية احتيال . أسفرت عن الاستيلاء على أموالهم. ما استدعى تدخلاً عاجلاً من الدولة وصل إلى حد صدور بيان رسمي من وزارة الداخلية المصرية بالقبض على مسوؤلي المنصة وتحويلهم إلى القضاء.فماذا حصل؟ تعرض المواطنون المصريون للنصب من الإسكندرية لأسوان ووقعوا ضحايا لتطبيق شركة “هوج بول ” للاستثمار على الإنترنت.بعد الاستيلاء على 6 مليارات جنيه من أموالهم. وذلك أن الضحايا أقبلوا على دفع أموالهم مقابل الحصول على أرباح يومية وأسبوعية وشهرية نسبتها تتجاوز الـ400%. ليستيقظ هؤلاء على كابوس فقدانهم أموالهم. وهذا الاستثمار عبارة عن تحويل أموال الشخص على حساب يتم فتحه فى التطبيق. والشركة تستخدم تلك الحسابات فى تأجير أجهزة لتعدين العملات المشفرة فى الخارج. لكون التعامل مع العملات المشفرة ممنوعا فى مصر ومجرما قانونا. وقام آلاف الأشخاص بتحويل أموالهم للاستثمار فى هذه التجارة غير المشروعة . ذاع صيت تطبيق «هوج بول» في أيلول/أغسطس الماضي. وسرعان ما زاد أعضاء التطبيق الصيني، وبعدما كان المشتركون يدفعون مبالغ صغيرة من ألف لـ5 آلاف جنيه، أصبحوا يضخون مبالغ كبيرة للبحث عن أرباح أكبر. خاصة أن الثقة تعززت لديهم بعد إبراز القائمين على المنصة أوراقًا تقول إن لديهم سجلًا تجاريًا مسجلًا بوزارة التموين والتجارة الداخلية، ويدفعون الضرائب للحكومة المصرية. كيف أقنعت عصابة “هوج بول” ضحاياها بعدم سحب أموالهم يومياً؟
كشفت تصريحات إن المتهمين نصبوا على الضحايا تحت وهم الاستثمار يبدأ بـ200 جنيه. ووصف محامي الضحايا العملية بأنها “ بعملية نصب مدروسة وممنهجة، حيث أقنعوا الضحايا بعدم سحب أموالهم يوميًا مقابل عدم خصم 15% رسوم على السحب الشهري. وبذلك فقد خسر بعض الضحايا قرابة نصف مليون في التطبيق الشهير.
وفي أول تعليق من البنك المركزي المصري حول العمليات التي قام بها أعضاء منصة هوج بول الإلكترونية. وفي محاولة لتوعية المواطنين، أصدر البنك المركزي بيانا توضيحيا طالب فيه المواطنين بالحذر من مثل هذه المنصات التي تزعم الإتجار في العملات الرقمية المشفرة ، وألا ينساق المواطنون وراء إغراءات مثل هذه المنصات. وفي هذا الصدد يكرر البنك المركزي تحذيراته السابقة من التعامل في كافة أنواع العملات الافتراضية المشفرة سواء مع الأفراد أو الشركات أو التطبيقات والمنصات الالكترونية. مؤكداً على أنه لم تصدر تراخيص لأي من هذه الأنشطة بالعمل في السوق المصري نظرا لما تكتنفه من مخاطر عالية. منها على – سبيل المثال لا الحصر- تذبذب قيمتها بشكل كبير واستخدامها في الجرائم المالية والقرصنة الإلكترونية. بالإضافة الي أنها لا تصدر من أي بنك مركزي أو أي سلطة إصدار مركزية رسمية يمكن الرجوع إليها وبالتالي فإنها تفتقر لأي غطاء مادي يضمن استقرار العملة وحماية حقوق المتعاملين بها. ويذكر أن عدد أعضاء التطبيق وصل إلى 800 ألف عضو، إلا أن عدد من تقدموا ببلاغات أقل من ذلك بكثير، وذلك خشيةً من المساءلة القانونية.
كيف تصرفت الحكومة المصرية اتجاه الموضوع؟ تقدم أحد أعضاء مجلس النواب في مصر ، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشأن وقوع 800 ألف شخص ضحايا نصب. وتمكنت الأجهزة الأمنية من خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات والتعامل الفني من تحديد ورصد عناصر تلك الشبكة الإجرامية. القائمين على إدارة التطبيق المشار إليه وتبين أنهم (29 شخصا “13 منهم يحملون جنسية إحدى الدول الأجنبية”) واتخاذهم من عدد (2) فيلا سكنية بالقاهرة مقراً لمزاولة نشاطهم غير المشروع. وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم وأمكن ضبطهم وبحوزتهم (95 هاتف محمول – 3367 خط هاتف محمول – 9 أجهزة مودم رسائل جماعية – 7جهاز حاسب إلى – 39 شاشة كمبيوتر ومشتملاتها – 3 سيارات – مبالغ مالية عملات محلية وأجنبية “بلغت حوالى 600 ألف جنيه” – عدد 41 كارت ائتماني لبنوك بالخارج). وبمواجهتهم اعترفوا بتكوينهم تشكيل عصابي استهدف راغبي تحقيق المكاسب المالية السريعة عبر شبكة الإنترنت. واستيلائهم على أموالهم عن طريق عدد من المحافظ الإلكترونية (بلغ عددها 88 محفظة). والتى يتم توزيعها عقب ذلك على العديد من المحافظ الإلكترونية الأخرى (بلغ عددها 9965 محفظة) تجنباً للرصد الأمني. كما أقروا أنهم قاموا بإغلاق التطبيق بعد تمكنهم من الاستيلاء على تلك الأموال. وأنهم كانوا بصدد إطلاق تطبيق إلكتروني آخر تحت مسمى (RIOT) لذات الغرض فى إطار استكمال نشاطهم الإجرامي، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية وحبس المتهمين.