إذا وجدت نفسك قلقاً بشأن المال مؤخراً، فبالتأكيد أنت لست وحدك، حيث أصبح القلق المالي أكثر شيوعاً من أي وقت مضى في ظل الانهيارات الاقتصادية والتضخم المفرط الذي تعاني منه أهم وأقوى اقتصادات العالم حتى. وذكر مسح أجرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس عام 2022، أن 87% من الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع، أكدوا أن التضخم مصدر ضغوط كبيرة.
وأدى ارتفاع أسعار كل شيء من الوقود إلى الطعام إلى قلق الناس من جميع الخلفيات. نحن بالتأكيد نحتاج إلى المال لنعيش، لذلك تعد الضغوط المالية التي نواجهها “خبيثة” مقارنة ببقية ضغوط الحياة، وذلك بسبب قدرتها على التأثير في كل جانب من جوانب حياتنا.
لذا إليك بعض النصائح التي تخفف من توترك المالي وتسهم في تعزيز ثقتك وتجاوز أزماتك الناشئة بسببه.
أولاً
كلما شعرنا بالوحدة، كلما تفاقم لدينا الشعور بالقلق.ولذا لابد لك أن تعلم أنك لست الوحيد الذي يعاني من القلق المالي. لأبرز الدراسات تعتبر قضايا المال هي المصدر الرئيسي للتوتر في حياة 7 من كل 10 بالغين.
ثانياً: تجنب الخجل المالي : اعرف أنك لست الوحيد يمكن أن يؤدي سوء الإدارة المالية إلى الشعور بالخجل أو الإحراج من وضعك المالي. سواء كان ذلك بسبب نقص المال أو الميزانية غير الصحيحة أو مجرد الجهل بالممارسات المالية المناسبة، فإن الشعور بالسوء اتجاه أموالك غالباً ما يتحول إلى قلق بشأن كيفية تأثير أخطائك السابقة على خططك المستقبلية.
عندما تشعر بالحرج من المال، تذكر قضاء بعض الوقت في تثقيف نفسك وتنظيم أموالك ، حتى لو كانت الأرقام تجعلك بالضيق، يضعك هذا على مسار صحي للمستقبل ويساعد في تقليل الخجل المالي.
وسائل التواصل الاجتماعي مشبعة بصور الرحلات المميزة والسيارات الفارهة وغيرها من المؤشرات الواضحة للثروة. بغض النظر عن مدى دقة تصورك عن اصدقائك او ثروة المؤثرين على مواقع التواصل ، فإن مقارنة نفسك وأموالك بالآخرين يرفع مستوى التوتر المالي لديك.
غالبا ما تجعلك محاولة القياس تشعر وكأنك لست في المكان الذي يجب أن تكون فيه او ان جهودك لتوفير المال ليست كافية .
في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تقع في فخ المقارنة تذكر ما يلي:
ثالثاً: توقف عن مقارنة نفسك وخصوصاً عن طريق الانترنت
• أنت لا ترى الصورة كاملة؛ أنت لا تعرف ما يوجد في حسابهم المصرفي ، قد يكون ما هم عليه ديون راكموها على أنفسهم او على حساب التوفير لحالات الطوارئ.
• انت لا ترى الجهد؛ لا تسلط وسائل التواصل الاجتماعي الضوء دائماً على العمل الجاد والتضحية التي تصاحب النجاح المالي المالي المتصور .
رابعاً
عند التعرض لأزمة مالية، غالبًا ما يتجه الفرد إلى لوم نفسه ونعت شخصه بالفاشل. وأحياناً التفكير بطريقة مدمرة وسلبية لأبعد الحدود. كن واقعيًا ولا تعظم الأمور أو تبالغ برؤيتها.
خامساً: خذ استراحة: تجنب التفكير المدمر إن الاستراحة والابتعاد عن الأجواء المثيرة للقلق قد يكون حلًا مناسبًا. اذهب في نزهة، أو مارس نشاط رياضي، أو استمع إلى الموسيقى، أو قم بأي عمل يبعث في نفسك شعور الراحة والطمأنينة. تحرر من هذه الطاقة السلبية لتعاود العمل بعقل صافٍ ومنتعش. عندما يتغلب عليك شعور القلق المالي، لا ضرر في اللجوء إلى الخبراء والمختصين لمعالجة الموضوع.
إن الاستعانة بأخصائي صحة عقلية أو حتى أخصائي تخطيط مالي قد يساعدك في التعامل مع توترك وإحراز تقدمًا ملحوظًا في مواجهة التحديات المالية المختلفة.
سادساً: اطلب المساعدة
وتذكر دائماً؛ كلما كان الإنسان واعيًا لما يشعر به، كلما استطاع حماية نفسه ومحيطه. في هذه الحياة بتقلباته السريعة، لا مفر من القلق والتوتر والخوف. ولكن ما يميز الإنسان الناجح عن غيره هو نظرته إلى هذه المشاعر السلبية واستراتيجيته في معالجتها وبل تحويلها إلى أحاسيس إيجابية مولدة للنجاح.