مع التقدم التقني الهائل الذي اجتاح العالم في الآونة الأخيرة، ومع إثبات قدراته الناجحة في جميع المجالات التي استخدم بها. دفع الاعتقاد لدى الكثيرين بأن التكنولوجيا المعاصرة لن تتوقف عند حدّ معين وأنها ستستمر بخطا متقدمة لتسطو على كافة مجالات الحياة. ومن هذا المنطلق توجهت أنظار المستثمرين إلى ضخ رؤوس أموالهم في مجال الاستثمار الالكتروني. لما لها من قدرة حقيقية في دعم الحركة الاقتصادية والتجارية.
أثبتت المواقع الإلكترونية جدارتها في إنشاء نوع مفهوم جديد للتجارة والربح المادي. حيث بات الاستثمار فيها خليط يدمج بين التكنولوجيا الحديثة والقدرات الإنسانية على إدارة وتنظيم هذه التقنيات في خدمته وخدمة من حوله وتحويله إلى نقطة تجارية مربحة.
وبرزت مؤخراً العديد من الشركات الاستثمارية التي تمكنت من تسخير أموالها لدعم مواقع إلكترونية تقوم على أفكار بناءة من شأنها أن تسهّل العمليات التجارية والخدمات للمستهلك.
وتقوم فكرة الاستثمارات الإلكترونية على النهوض بأسلوب الحياة العملي؛ محققة أهداف متمثلة بتسهيل تقديم الخدمات للمستهلكين بطريقة سلسة وسريعة. واختصار الوقت والجهد في طريقة البحث. كما أنها تتبنى تشجيع أصحاب الأفكار الإبداعية للمشاريع الريادية الصغيرة وتطبيقها على أرض الواقع. إضافة لتسهيل عملية التواصل بين البائع والمشتري أو المُعلن والمستهلك على حدّ سواء. أي انها تدعم كل ما من شأنه النهوض بعجلة الاقتصاد وتسخير الإنترنت للتطوّر والنموّ والازدهار المطلوب.
الشروع في الاستثمار
لبدء الاستثمارات الإلكترونية، يجب على المستثمرين أولاً البحث عن منصات مختلفة واختيار ما يلبي احتياجاتهم منها . كم يجب مراعاة أهدافهم الاستثمارية و الانتباه لإمكانية تحمل المخاطر والميزانية قبل إجراء أي صفقات. و طبعاً يجب من استخدام منصات آمنة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية معلوماتهم الشخصية واستثماراتهم من الهجمات الإلكترونية أو الاحتيال.
المتاجر الالكترونية
أصبح الاستثمار في المتاجر الالكترونية من أهم الاستثمارات في وقتنا الحالي، إذ يمكن جني الكثير من الأرباح من خلاله إذا تمّ الأمر بالشكل الصحيح.
ومع التطور الكبير لم تعد أنواع التجارة الإلكترونية تقتصر أنواع مرتبطة بالبيع من التاجر للمستهلك فقط. بل تنوعت وأخذت تجاري كافة أنواع التجارات الواقعية، ولعل أبرزها ما يلي:
• نوعB2B تاجر لـ تاجر
هذا النوع هو الأكثر شهرة وانتشار، وفيه يكون العمل بغرض البيع والشراء بين طرفين ويتم التعامل من خلال الإنترنت. قد يكون هذا التعامل غرضه أيضا تدفق المعلومات أو تنفيذ بعض الخدمات .
• نوع B2C : من التاجر للمستهلك
يرى المستهلك هذا النوع بكثرة نظرا للتعامل اليومي معه تقريباً. وفيه يقوم صاحب العمل بتقديم المنتجات الخاصة به أو خدماته من خلال الإنترنت للمستهلكين .
• نوع C2B من المستهلك للتاجر
يقدم هذا النوع من التجارة لصاحب العمل أو المنشأة إعلان أو طلب، فيما يقوم المستهلك بتوفير طلبات صاحب الطلب أو المناقصة. مثل مواقع البحث عن محترفين والعمل عن بعد لتأدية مهام معينة أو للإجابة على الأسئلة .
• النوع C2C من المستهلك للمستهلك
يقوم هذا النوع من التجارة الالكترونية، بإقامة تعاملات الكترونية بين المستخدمين العاديين بإقامة بصورة مباشرة، دون الحاجة لأي تدخل من منظمة أو جهة .
ينتشر هذا النوع بين المستخدمين نظرا لما توفره بعض المواقع المحتضنة لهذا النوع من تسهيلات كبيرة تريح المستخدمين في تعاملاتهم .
فوائد الاستثمار الإلكتروني
• إمكانية الوصول
تعتبر الراحة من أهم مزايا الاستثمار الإلكتروني.حيث يمكن للمستثمرين الوصول إلى استثماراتهم من أي مكان وفي أي وقت باستخدام أجهزتهم الإلكترونية. هذا يعني أنه يمكن للمستثمرين مراقبة استثماراتهم وإجراء الصفقات أثناء التنقل دون الحاجة إلى زيارة وسيط أو بنك فعلي.
• تكاليف أقل
تعتبر المنصات الالكترونية فعالة من حيث الكلفة، إذ عادةً ما تفرض منصات الاستثمار الإلكترونية رسوماً أقل من الوسطاء التقليديين أو البنوك. هذا يسهل على المستثمرين تنويع محافظهم دون تكبد تكاليف عالية.
• المرونة والتحكم بالوقت
يوفر الاستثمار الإلكتروني أيضًا مرونة أكبر من طرق الاستثمار التقليدية. فيمكن للمستثمرين شراء وبيع الأوراق المالية في أي وقت من النهار أو الليل، مما يعني أنه يمكنهم الاستفادة من تقلبات السوق فور حدوثها. تسمح هذه المرونة للمستثمرين بالاستجابة بسرعة للتغيرات في السوق وإجراء التعديلات على محافظهم الاستثمارية حسب الحاجة.
• عوائد وأرباح كبيرة
ربما تكون أكبر ميزة لهذا النوع من الاستثمار هي أنه يمكن أن يدر عائدات كبيرة، من خلال الاستثمار في محفظة متنوعة على مدى فترة طويلة من الزمن.
سلبيات الاستثمار الإلكتروني
كما كل أنواع الاستثمار، ينطوي الاستثمار الإلكتروني على بعض المخاطر. حيث يمكن أن تتسبب تقلبات السوق في فقدان الاستثمارات لقيمتها، وهناك دائمًا خطر يتمثل في ضعف أداء الأمن الفردي. ومع ذلك، من خلال تنويع المحافظ الاستثمارية واتباع نهج طويل الأجل للاستثمار، يمكن للمستثمرين تقليل هذه المخاطر وزيادة عوائدهم إلى الحد الأقصى.
كما يعتبر احتمال حدوث خلل فني أو فشل النظام. أحد أهم العوائق الئيسية للاستثمار الالكتروني، فإذا فشل جهاز المستثمر أو اتصال الإنترنت أثناء التداول، فقد يفقد فرصة أو يتكبد خسائر.
إضافة للتخوف من مخاطر الهجمات الإلكترونية أو الاحتيال. إذ يجب على المستثمرين التأكد من أنهم يستخدمون منصات آمنة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية معلوماتهم الشخصية واستثماراتهم من المتسللين.