وجهت الخزانة الأمريكية تحذيراً للنواب من احتمال وقوع كارثة اقتصادية في حال التخلف عن سداد الديون. و أعلن مكتب ميزانية الكونغرس بأن أمريكا تواجه أكبر خطر لنفاد الأموال من البلاد.
حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية “جانيت يلين”، من أن السيولة النقدية المتوفرة لدى الحكومة الفيدرالية قد تنفد بحلول الأول من يونيو/ حزيران المقبل، في حال فشل الكونغرس في التوصل إلى اتفاق على رفع أو تعليق حدّ الديون في الولايات المتحدة. الأمر الذي سيشكل ضغطاً على الرئيس “جو بايدن” والمشرعين للتسريع باتفاق يلجم مخاطر التخلف عن سداد دين البلاد.
ويعني الوصول إلى سقف الدين الأمريكي أن الحكومة لا تستطيع اقتراض المزيد من الأموال، وهو ما يجعلها عاجزة عن الإنفاق.
وفي خطاب وجهته الوزيرة “يلين” إلى قادة مجلس الشيوخ والنواب، أكدت على ضرورة التدخل السريع للتعامل مع سقف الدين المحدد بـ 31.4 تريليون دولار.
وعليه طلب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” اجتماعا مع قيادات البرلمان للتباحث في هذه القضية في التاسع من مايو/ أيار الجاري.
وتظهر التخوفات الحقيقية إزاء هذا الموضوع بأنه في حال حدوثه فعلاً فأنه سيكون الأول في تاريخ البلاد. وهذا ما سيليه تقلبات عنيفة في أسواق المال العالمية ونقويض الثقة في الولايات المتحدة.
وفي خطابها إلى أعضاء الكونغرس، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية: “لقد تعلمنا من المآزق التي تعرضنا لها بسبب سقف الدين في أوقات سابقة أن الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لتعليق العمل بسقف الدين أو زيادته قد يسبب ضررًا جسيمًا لثقة الشركات والمستهلكين، كما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض على المدى القصير لدافعي الضرائب، وقد يؤثر سلبًا على التصنيف الائتماني للولايات المتحدة “.
وأضافت “يلين” : “من المستحيل أن نعرف على وجه التحديد متى تنفد السيولة المتوفرة لدى الحكومة الفيدرالية”.
ومن جهة أخرى، أفاد تقرير مكتب الموازنة بالكونغرس، بأن : “تاريخ نفاد السيولة المتوقع لا يزال غير مؤكد، نظرا لصعوبة التنبؤ بمقدار تحصيل الإيرادات والنفقات خلال الأسابيع المقبلة”.
وتخطط وزارة الخزانة الأمريكية لاقتراض 726 مليار دولار حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري ، وهو ما يزيد بحوالي 449 مليار دولار مقارنة بما كان متوقعا في وقت سابق من هذا العام.
الوقت أيضاً ينفد
وفي بيان مشترك يوم الإثنين الماضي، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ “تشاك شومر” والزعيم الديمقراطي في مجلس النواب “حكيم جيفريز” إن الولايات المتحدة “ليس لديها رفاهية الانتظار حتى الأول من يونيو/ حزيران المقبل للاجتماع من أجل تمرير مشروع قانون نظيف لتجنب التعثر ومنع العواقب الكارثية التي قد يتحملها اقتصادنا وملايين الأسر الأمريكية “.
وأضاف البيان: “لا يمكن للجمهوريين السماح للتطرف اليميني بأن يحتجز أمتنا رهينة لديه. فعلى مدار أجيال، اتخذ الكونغرس قرارات بشأن الإنفاق والإيرادات في إطار الإعدادات الخاصة بالموازنة السنوية، والتي تجري حاليا”.
وكان رئيس مجلس النواب “كيفين مكارثي” قد اتهم الرئيس بايدن بـ “رفض القيام بعمله” و “التهديد بتعريض الولايات المتحدة لأول تعثر في السداد على الإطلاق”.
وقال مكارثي في بيان أصدره في هذا الشأن: “الساعة تدق. وبعد ثلاثة أشهر من تقاعس إدارة بايدن عن العمل، تحرك مجلس النواب، وهناك مشروع قانون في مجلس الشيوخ بينما نتحدث، وهو من شأنه أن يقلل من خطورة التعثر عن السداد. لذا، يتعين على مجلس الشيوخ والرئيس العمل – وبسرعة”.
