أسرار تصدر نتائج البحث في محركات البحث: كيف يعمل اللوغاريتم؟
محركات البحث! الكلمة التي أصبحت تتصدر كل الصحف والأخبار العالمية، فما نلبث إلا ان نتطلع على اخبار يومية عن محركات البحث والأرباح التي تجنيها تلك المواقع رغم انها مجانية ولكنها تحقق ما يفوق مليارات الدولارات سنوياً، ناهيك عن انها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بدءاً من العثور على المعلومات او المنتجات او الخدمات وصولاً إلى التسوق عبر الإنترنت، فقد غيرت محركات البحث طريقة تفاعلنا مع الإنترنت. لذا فإن فهم كيفية عمل محركات البحث وكيفية استغلالها للربح يمكن أن يغير المستقبل لدي الكثيرين إذا عرفوا كيفية التعامل معها لإدارة أعمالهم والاستفادة منها في تحقيق أرباح. وكعادتنا معكم حرصنا في هذه المقالة على سرد كل ما يتعلق بمحركات البحث، من حيث أنواعها وأشهرها على الإطلاق والمقارنة بين إيجابيات وسلبيات كلاً منهم وكذلك كشف الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها استخدام محركات البحث كوسيلة لتحقيق أرباح. هيا بنا فلتحزموا أتعتكم ولننطلق في رحلة استكشاف عالم محركات البحث.
محركات البحث
22-عاما على محرك البحث الأشهر: حكاية “غوغل” من الصفر إلى المليار
تهيمن جوجل على سوق محركات البحث بأكثر من 90٪ حصة في السوق عالميًا، حيث تعتبر جوجل بمثابة الكارت الرابح في سوق الإعلانات على محركات البحث بشكل كبير. ففي عام 2020، بلغت إيرادات الإعلانات لجوجل 147 مليار دولار، والتي تمثل 80٪ من إجمالي إيراداتها. بينما هناك محركات بحث أخرى تحتل شعبية كبيرة بعد جوجل والتي سنسردها في مقارنة بين إيجابيات وسلبيات كل منهم:
جوجل:
تتمثل مميزات Google كمحرك بحث في كونها تمتلك قاعدة بيانات ضخمة مؤلفة من مواقع الويب والمعلومات، مما يسهل العثور على ما تبحث عنه بسرعة كبيرة. كما تم تصميم خوارزميات جوجل بنتائج فائقة الدقة ة وذات صلة، مما يضمن حصول المستخدمين على المعلومات التي يحتاجون إليها. بالإضافة الى واجهة سهلة الاستخدام يجعلها في متناول المستخدمين من جميع الأعمار والخلفيات. بالإضافة الى تميزها بخيارات البحث المتقدمة والتي تتيح للمستخدمين تحسين عمليات البحث بناءً على معايير محددة مثل الموقع والتاريخ ونوع الملف. الى جانب ان موقع جوجل متوافق مع الجوّال، مما يسهل استخدامها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
أما سلبيات Google كمحرك بحث تتمثل في المخاوف المتعلقة بالخصوصية حيث تجمع Google الكثير من بيانات المستخدم، والتي يمكن أن تكون مصدر قلق لأولئك الذين يقدرون خصوصيتهم. بالإضافة الي التحيز في النتائج حيث يجادل بعض النقاد بأن خوارزميات Google يمكن أن تكون منحازة نحو مواقع ويب أو وجهات نظر معينة، مما يؤدي إلى صدور نتائج منحرفة. اما فيما يخص الإعلانات تعرض Google الإعلانات جنبًا إلى جنب مع نتائج البحث، مما قد يؤدي إلى تشتيت الانتباه أو تضليل بعض المستخدمين. كما قد يؤخذ عليها انها ورغم شهرتها إلا انها ذات تغطية إقليمية محدودة فبينما يتم استخدام Google على نطاق واسع حول العالم، إلا أنه قد لا تتمتع بنفس مستوى التغطية في مناطق أو لغات معينة مقارنة بمحركات البحث الأخرى. بالإضافة الي مخاوف المنافسة والتي يجادل البعض بأن هيمنة Google في سوق محركات البحث تمنحها سلطة كبيرة على التجارة والإعلان عبر الإنترنت.
تتلخص مميزات موقع YouTube كمحرك بحث مقارنة بمحركات البحث الأخرى هو أنه أكبر منصة لمشاركة الفيديو في العالم، مما يعني أنه يحتوي على مجموعة كبيرة من محتوى الفيديو الذي يمكن البحث عنه والوصول إليه بسهولة. إلى جانب أن المحتوى باليوتيوب هو الذي ينشئه المستخدمون على عكس محركات البحث الأخرى، مما يعني أن هناك الكثير من المحتوى الفريد والمتنوع المتاح على النظام الأساسي. بالإضافة الي ميزة التعلم المرئي حيث تعد مقاطع الفيديو وسيلة ممتازة للتعلم المرئي، مما يسهل على المستخدمين فهم الموضوعات المعقدة أو تعلم مهارات جديدة. كما يتميز بالمشاركة حيث يتيح موقع YouTube للمستخدمين التفاعل مع المحتوى الذي يشاهدونه من خلال الإعجابات والتعليقات والمشاركات، مما يخلق إحساسًا بالمجتمع حول مواضيع أو قنوات محددة. فاليوتيوب ليس مجرد محرك بحث. إنها أيضًا منصة ترفيهية حيث يمكن للمستخدمين مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة ومقاطع فيديو موسيقية وأنواع أخرى من المحتوى الجذاب.
أما عن سلبيات موقع YouTube كمحرك بحث مقارنة بمحركات البحث الأخرى أن معلوماته محدودة. فبالرغم من أن موقع YouTube رائع لمحتوى الفيديو، إلا أنه قد لا يكون أفضل مصدر للمعلومات النصية أو المواد البحثية. ونظرًا لأنه يمكن لأي شخص تحميل مقاطع فيديو على YouTube، فقد تكون هناك مشكلات تتعلق بمراقبة الجودة ودقة المعلومات المقدمة في بعض مقاطع الفيديو. الي جانب انحياز الخوارزميات مثل جميع محركات البحث، فقد تحتوي خوارزمية YouTube على تحيزات تؤثر على النتائج المعروضة للمستخدمين استنادًا إلى سجل التصفح أو الموقع. بالإضافة الي انه كانت هناك حالات تم فيها تحميل مواد محمية بحقوق الطبع والنشر على YouTube دون إذن من المالك، مما أدى إلى حدوث مشكلات قانونية. واهم ما يؤخذ على يوتيوب كمحرك بحث ان الإعلان ضروري لتوليد الإيرادات على النظام الأساسي، في حين قد يجد بعض المستخدمين أن عدد الإعلانات على YouTube مربك ومتطفل.
لقد بدأت Bing بتقديم العديد من المزايا في مساحة الإعلانات في محاولة منها لمواكبة Google، مضيفة عددًا من الميزات إلى إعلانات Microsoft، إلا أن هذه الميزات، بشكل عام، تتمثل في سهولة استخدام نظامها بشكل أسهل وأكثر ترابطًا.
في أكتوبر 2020، قام Bing بتغيير ماركته الرسمي إلى Microsoft Bing. على الرغم من أن Microsoft Bing ليس لديه نصيب السوق الذي تمتلكه Google، إلا أنه يتمتع بمكانة كبيرة في العديد من الأسواق، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. أما في الجانب الإعلاني، فإن هناك أنظمة أقل تعقيدًا للعمل معها، مع وجود حركة مرور أقل. أما فيما يتعلق بالخوارزميات، فإنها لا تتمتع بالتعقيد الذي تمتلكه خوارزميات Google على الرغم من أنها تتحرك بقوة في مجال الذكاء الاصطناعي. ويذكر أن هذه الفجوة في التعقيد تجعلها أسهل في الفهم والتنبؤ والتحسين المستمر لنتائج البحث. بالإضافة الى توفير نتائج بحث مرئية أكثر من جوجل.
ونظرًا للحركة المرورية المنخفضة، فإن هناك عدد أقل من المتخصصين في تحسين محركات البحث SEO والتي يتنافسون فيها على المراكز العشرة الأولى ويدرسون الخوارزميات مما يسفر عن تحقيق عوائد إيجابية بالإضافة الى انه أقل دقة من جوجل.
تأسس Baidu في عام 2000 وهو محرك بحث مهيمن في الصين بنسبة سوق تبلغ أكثر من 69.55٪، بينما جوجل يأتي ثانياً بنسبة 3.76٪. فالقائمين عليه يقومون بإجراء استثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويقومون بتوسيع عروضهم الأساسية بطرق مشابهة جدًا لجوجل بل يعملون الان على ابتكار حاسوب للسيارات ذاتية القيادة.
وتتمثل الإيجابيات في خوارزميات المحتوى لنظام Baidu بكونه أكثر بساطة من خوارزميات جوجل، وأنظمة الدفع لديه يمكن أن تكون أسهل بعد إعداد الخدمة، ولكن هذا الإعداد أصعب إذا كنت تقيم خارج الصين. بالإضافة الي كونه أكثر محرك بحث شعبيه في الصين
اما سلبيات Baidu تمثل في أنه يغطي سوق واحد فقط. والفائدة منه هي أن السوق الذي يغطيه ضخم. ومع ذلك، فإنه من الضروري فهم أن الوصول إلى السوق الصيني ليس مثل الوصول إلى أي سوق آخر (وهذه هي لعنة السيو الدولي). حيث ان خارج الصين، لا يمتلك Baidu أي تأثير يذكر. وداخل البلاد، يقوم Baidu بتشغيل 3.3 مليار بحث يوميًا. بالإضافة الي ان الصور والعبارات مختلفة تمامًا، أي انه لن يساعدك على جذب أي عملاء جدد. واستخدامه محدود خارج الصين.
أسرار يجب ان تعرفها وراء ربح محركات البحث
محركات البحث
الإعلانات: الطريقة الرئيسية التي تحقق بها محركات البحث الأرباح هي من خلال الإعلانات. فعندما تقوم بالبحث في جوجل أو Bing، ستلاحظ أن النتائج العليا غالبًا ما تحمل تصنيف “إعلان” أو “ممول”. وهذه الإعلانات مدفوعة التكلفة تم وضعها من قبل الشركات لتظهر في الجزء العلوي من صفحة نتائج البحث. وتعتبر الإعلانات هي المصدر الرئيسي للأرباح لمعظم محركات البحث. حيث تجمع محركات البحث بيانات حول تاريخ بحثك، وموقعك، وغيرها من المعلومات الشخصية. ويتم استخدام هذه البيانات لخلق إعلانات مستهدفة، تعرض لك وفقًا لاهتماماتك وسلوكك. ويعد Google AdWords واحدًا من أشهر منصات الإعلانات PPC التي يستخدمها أصحاب الأعمال. ويتيح للمعلنين إنشاء إعلانات تظهر على صفحات نتائج البحث لموقع Google ومواقع الويب الأخرى الموجودة في شبكة Google.
كما تستخدم محركات البحث نموذج الدفع للنقرة (PPC) للإعلانات. وهذا يعني أن الشركات الإعلانية تدفع فقط عندما ينقر شخص ما على إعلاناتهم. وتختلف التكلفة لكل نقرة (CPC) حسب المنافسة على الكلمة الرئيسية وجودة الإعلان.
طريقة أخرى يحقق بها محركوا البحث الأرباح من بياناتك هي بيعها لشركات الطرف الثالث. حيث تستخدم هذه الشركات البيانات لخلق حملات تسويقية مستهدفة، أو لتحسين منتجاتها وخدماتها. ويمكن استخدام هذه البيانات لأغراض متعددة، مثل البحث التسويقي وتطوير المنتجات والإعلانات المستهدفة.
تحقق محركات البحث أرباحًا من خلال شراكات مع شركات أخرى. فعلى سبيل المثال، لدى جوجل شراكات مع مصنعي الهواتف المحمولة ليكون محرك البحث الافتراضي على أجهزتهم. وهذا يعني أنه عندما يقوم شخص بالبحث على هاتفه، تسير عملية البحث عبر محرك بحث جوجل، ويحصل جوجل على أجر لكل استعلام.
تحقق محركات البحث أيضًا أرباحًا من خلال جمع البيانات وتحليلها. ففي كل مرة يقوم فيها شخص ما بالبحث، فإنه يترك وراءه بيانات قيمة حول اهتماماته وتفضيلاته. حيث تستخدم محركات البحث هذه البيانات لتحسين خوارزميات البحث وتقديم نتائج أكثر صلة. كما يقومون ببيع هذه البيانات للمعلنين الذين يستخدمونها لاستهداف إعلاناتهم بشكل أكثر فاعلية. وغالبا ما تكون اقتصاديات محركات البحث معقدة، ولكنها تعتمد في جوهرها على العرض والطلب. فالمعلنون يرغبون في الوصول إلى مستخدمين مهتمين بمنتجاتهم أو خدماتهم، وتوفر محركات البحث منصة لهم للوصول إلى هؤلاء المستخدمين. وهي ما يطلق عليه عملية ” تعدين البيانات” حيث تستخدم محركات البحث هذه البيانات لإنشاء ملفات تعريف المستخدمين التي يمكن للمعلنين استخدامها لاستهداف إعلاناتهم بشكل أكثر فعالية. على سبيل المثال، إذا كنت تبحث بشكل متكرر عن مواضيع تتعلق باللياقة البدنية، فقد تشاهد إعلانات تتعلق بعضويات النوادي الرياضية أو معدات التمرين.
التسويق التابع وهو طريقة أخرى يولد من خلالها محركات البحث أرباح. ويتمثل التسويق التابع في دفع نسبة عمولة لشريك تسويقي مقابل ترويج منتجاتها أو خدماتها.
كما يمكن لمحركات البحث العمل كشركاء تسويقيين وترويج المنتجات أو الخدمات في نتائج بحثها. على سبيل المثال، إذا بحثت عن “أفضل أجهزة الكمبيوتر المحمولة”، فقد تشاهد قائمة بأجهزة الكمبيوتر المحمولة مع روابط لشرائها على موقع أمازون. أما إذا قمت بالنقر على أحد هذه الروابط وقمت بشراء المنتج، فسيحصل محرك البحث على عمولة.
واخيراً إذا طبقنا كافة السياسات السابقة في تحقيق الأرباح على أكبر محركات البحث وهو جوجل سنجد جوجل هي واحدة من أنجح الشركات في العالم، حيث يبلغ رأس المال السوقي للشركة أكثر من تريليون دولار. وتأتي إيرادات أخري للشركة من مصادر متنوعة، بما في ذلك الإعلانات التي بلغت 80٪ من إجمالي إيرادات الشركة. ومصادر الإيرادات الأخرى والتي تشمل Google Cloud 7)٪) وهي الخدمات الحوسبة السحابية للشركات والمؤسسات والتي تعتبر ثاني أكبر مصدر لإيرادات )جوجل وGoogle Play ٪3) وهو متجر تطبيقات لأجهزة Android الذي يولد الإيرادات الهامة من خلال عمليات شراء التطبيقات والإعلانات داخل التطبيق. ومبيعات الأجهزة (2٪). بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة المنزل الذكي. واخيراً الرهانات الأخرى: لدى Alphabet العديد من الشركات التابعة التي لا يرتبط مباشرة بالأعمال الأساسية لجوجل ولكنها تولد إيرادات هامة. تشمل هذه Waymo (السيارات الذاتية القيادة) وVerily (علوم الحياة) وCalico (التكنولوجيا الحيوية). لذا فلا عجب انها تتربع على عرش محركات البحث.
ونستخلص من كل ما سبق انه يمكن تحقيق الأرباح من خلال الإعلانات وتعدين البيانات والتسويق التابع. على الرغم من أن هذه المصادر قد تبدو مزعجة بالنسبة لبعض المستخدمين، فإنها تسمح لمحركات البحث بتوفير الخدمات المجانية مع تحقيق الأرباح. وفيما يتعلق بالمستخدمين، من المهم أن نكون على دراية بكيفية استخدام بياناتنا واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية خصوصيتنا عبر الإنترنت. وفيما يتعلق بالشركات، من الضروري فهم كيفية تحويل بحث المستخدمين إلى أرباح، واستخدام هذا المعرفة لإنشاء حملات إعلانية فعالة.