تعاني أسعار النفط حول العالم من حالة تقلبات حادة في الآونة الأخيرة. وتكمن أسباب هذه التقلبات في عدد من العوامل الدولية والسياسية والاقتصادية.
من الجانب الدولي، اتفقت منظمة “أوبك” في ديسمبر الماضي ودول أخرى منتجة للنفط على تقليص إنتاج الخام بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير. ولكن مؤخرًا، بدأ الإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية يزيد وبشكل كبير مما يتسبب في زيادة المنافسة وانخفاض الأسعار.
من الجانب السياسي، فإن التوترات بين دول عدة تؤثر على أسعار النفط. حيث توتر العلاقات بين السعودية وإيران كانت أحد العوامل التي أدت إلى استمرار التقلبات في أسعار النفط.
بالنسبة للأسباب الاقتصادية، فإن تباطؤ النمو العالمي، بما في ذلك تباطؤ النمو في الصين، وتراجع الطلب على النفط في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أدى إلى تفاقم المشكلة بشكل مضطرد.
كما تؤثر التقلبات في أسعار النفط على الدول بشكل كبير. فالدول المنتجة للنفط يعتمد الكثير من اقتصادها على مدخرات النفط والغاز، ولذلك، يؤدي انخفاض الأسعار إلى تراجع دخلها وزيادة قروضها. بالإضافة إلى أنها تؤثر بشكل كبير على القطاعات الأخرى في الاقتصاد مثل قطاعات النقل والصناعة.
وعلى الجانب الآخر، فإن انخفاض أسعار النفط يشكل فرصة للدول التي تعتمد على واردات النفط والغاز. حيث يمكن لها تقليل ميزانيتها وزيادة الإنفاق لتطوير الإنتاج الزراعي والمعدني وتكرير البترول. ويمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى تنويع الاقتصاد وتحسين توازن الميزانية.
ويرى الخبراء أن أسعار النفط ستظل تحت التقلبات في المدى القريب، ويتعين على الدول اتخاذ إجراءات حكيمة وتنويع اقتصاداتها لتفادي تبعات انخفاض أسعار النفط في المستقبل.
