قد تبدو فكرة الرقائق القابلة للزرع وكأنها شيء من الخيال العلمي ، يسارع إيلون ماسك كعادته إلى الإشارة إلى أن التكنولوجيا ليست بعيدة المنال كما قد تبدو. في الواقع ، يشير إلى أن التطورات الأخيرة التي طرأت على استخدام الذكاء الاصطناعي جعلت من الممكن تدريب أجهزة الكمبيوتر على التعرف على أنماط التفكير البشري وتفسيرها ، والتي يمكن استخدامها في النهاية لإنشاء واجهة سلسة بين العقول البشرية وأجهزة الكمبيوتر
وفي المؤتمر الافتراضي “فيفاتيك” للتكنولوجيا في باريس، صرح ماسك بأن شركته “نيورالينك” تنوي زرع رقائق دماغية في مريض يعاني من شلل نصفي أو شلل كامل، ولم يحدد عدد المرضى الذين ستزرع فيهم الرقائق أو موعد بدء العملية. وأشار ماسك، الذي يشغل عدة شركات تقنية، بما في ذلك “تسلا” و “تويتر” و “سبيس إكس”، إلى أن أول عملية زرع يمكن أن تتم في وقت لاحق من هذا العام.
بالطبع ، هناك مخاوف أخلاقية وعملية كبيرة يجب معالجتها قبل أن يتم غرس الرقائق الإلكترونية على نطاق واسع في أدمغة البشر. حيث يتمثل أحد المخاوف في احتمال إساءة استخدام الحكومات أو الكيانات الأخرى ، الذين يمكنهم استخدام التكنولوجيا لأغراض المراقبة أو التلاعب بأفكار الأشخاص وأفعالهم.
كما تمثل المخاطر الصحية مصدر قلق آخر لا يقل أهمية والمرتبط بزرع الأجهزة الإلكترونية في الدماغ. في حين قطع الباحثون شوطاً كبيراً في تطوير الأجهزة القابلة للزرع مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب وغرس القوقعة الصناعية ، فإن هذه الأجهزة بسيطة نسبيًا مقارنة بالواجهات العصبية المتطورة التي ستكون مطلوبة حتى تصبح رؤية ماسك حقيقة.
وعلى الرغم من هذه المخاوف ، أثار إعلان ماسك اهتمامًا متجددًا بإمكانيات الغرسات العصبية لإحداث ثورة في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا. يجادل مؤيدو هذه التقنية بأنه يمكن من خلالها لعلاج مجموعة واسعة من الحالات العصبية ، بدءاً من مرض باركنسون إلى الاكتئاب.
كما هو الحال مع أي تقنية جديدة ، من المرجح أن يكون الطريق طويلًا وصعبًا. ومع ذلك ، فإن التقدم في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يقربنا من عالم يمكن فيه للبشر والتكنولوجيا أن يتفاعلوا بطرق لم نعتقد أبدًا أنها ممكنة.
والوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كانت تنبؤات ماسك ستتحقق ، لكن هناك أمرًا واحدًا واضحًا: أن مستقبل التكنولوجيا يتطور بشكل أسرع من أي وقت مضى ، حيث ذكر خبراء سابقًا لوكالة رويترز أنه في حال نجحت “نيورالينك” في إثبات سلامة أجهزتها للاستخدام البشري، قد يستغرق الحصول على ترخيص تجاري عدة سنوات أو ربما عقدًا كاملاً. من جانب آخر، توقع إيلون ماسك، الملياردير الأمريكي، أن تقوم شركته الناشئة “نيورالينك”، والتي تعمل على إنتاج رقائق دماغية يمكن زرعها في الإنسان، بإجراء أول تجربة بشرية لهذه التكنولوجيا خلال العام الجاري..
