من المتوقع أن تواجه الليرة التركية انخفاضات كبيرة في المستقبل القريب نظرًا لسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان الذي حافظ على منصبه لمدة خمسة أعوام أخرى. وفقًا لتحليلات مورجان ستانلي، يُمكن أن تتراجع العملة التركية إلى 26 ليرة للدولار، ويزداد هذا الرقم إلى 28 ليرة للدولار بحلول نهاية عام 2023 إذا لم يتم تغيير السياسات. اعتمد أردوغان اتجاهًا غير تقليديًا للحد من ارتفاع معدلات التضخم من خلال تخفيض أسعار الفائدة. تسبب هذا الأسلوب في آثار سلبية على السوق، وأجبر التدخلات التقليدية على الخروج من السوق، مما أدى إلى انخفاض ملكيات الأوراق المالية التركية والسندات من قِبَل المستثمرين الأجانب بمقدار 130 مليار دولار تقريبًا منذ عام 2013.
بدأت الليرة التركية بالفعل في التراجع، حيث وصلت إلى مستوى قياسي جديد – 20.4295 ليرة للدولار هذا الأسبوع، تجاوزت مستوى الأدنى المسجل الأسبوع الماضي. ونتيجة لذلك، يعتقد الكاتب الاقتصادي التركي ناغي باكير أن الناس يشترون عملة أجنبية معتبرين ذلك ملاذًا آمنًا للحفاظ على قيمة اموالهم.
يتبنى العديد من المحللين وجهة نظر سلبية بشأن مستقبل الليرة التركية في حال عدم تغيير السياسات التركية، حيث يتوقع الاقتصادي في ويلز فارجو، بريندان ماكينا، أن تصل الليرة إلى 23 ليرة مقابل الدولار بحلول نهاية الربع الثاني من 2023، بينما يلاحظ رئيس استراتيجية إدارة أصول بلوباي، تيموثي آش أن الضغط على الليرة حاليًا كبير بسبب الاحتياطات الأجنبية المحدودة وأسعار الفائدة الحالية. كما يعتقد أستاذ الاقتصاد في جامعة كوج الأميركية في اسطنبول، سيلفا ديميرالب، أن هذه التطورات تعكس اعتقاد مشاركي السوق بأن السياسات التقليدية الموعودة من قبل المعارضة السياسية هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الاقتصاد التركي من أزمة محتملة.
