قام الباحثون الطبيون في معهد ماكس بلانك في ألمانيا بتطوير جهاز روبوتي حجمه بمثابة شريحة صغيرة يمكن أن يقوم بعمليات جراحية محددة في الجهاز الهضمي للإنسان دون الحاجة لطرق جراحية داخلية. لم يتم اختبار الجهاز حتى الآن على المرضى البشر، ولكن يعتقد الأطباء في المعهد أنه يحمل مخاطر طبية منخفضة للغاية. حيث يحمل الجهاز الجديد حلا طبيًا للإصابات الشديدة في الأمعاء والنزيف الداخلي، مما يتجنب الحاجة إلى الجراحة.
استلهم تصميم الشريحة علي شكل حراشف حيوان البانغولين المهددة بالانقراض و المعروفة بمرونتها. بسبب الحاجة إلى تطوير جهاز مرن ومتحرك يمكنه تحمل الحركة والثني داخل الأمعاء الإنسانية. وأوضح ميتين سيثي، مهندس الهندسة الحيوية في معهد ماكس بلانك، عندما قرروا تصميم الشريحة بطبقات من المعادن، أصبحت صلابة الشريحة لا تمكنها من الانحناء داخل جسم الإنسان، لذا ألهمهم تصميمه بسبب مرونته. كما أن الجهاز يحمل معادن تسمح بتسخينه بشكل فعال، وعندما يتم دمجها مع التصميم الخارجي، يمكنه الإلتواء والحركة بسلاسة داخل الجسم الإنساني.
كما يعمل الجهاز عن طريق الانتقال إلى المنطقة المستهدفة عن طريق التردد اللاسلكي عندما يبتلعه المريض. يتحرك الجهاز بسلاسة داخل الجسم لأنه مزود بأمواج مغناطيسية. يمكن استخدام الشريحة لعلاج القرحة وغيرها من أمراض المعدة لاسلكيًا عن طريق توجيهها نحو المنطقة المستهدفة، وفي الحالات مثل القرحة، يمكن تسخين الشريحة عن بعد لعلاج المنطقة الجرحية ووقف تدفق الدم إذا كان هناك نزيف.
بالرغم من أنه لم يتم اختباره على المرضى البشر حتى الآن، فإن التقنية تبدو واعدة، حيث حققت نتائج إيجابية جدًا من الاختبار على الحيوانات الميتة. يعتقد الأطباء في معهد ماكس بلانك أن المخاطر المرتبطة باستخدام الجهاز منخفضة، بالإضافة إلى عدم رفض جسم الإنسان للجهاز، وهناك احتمال أن يبقى داخل الجسم دون إلحاق الضرر حتى يخرج بشكل طبيعي.
