تداولات عقود الخيارات هي أداة تداول مالية يتم من خلالها منح حق شراء أو بيع الأصول (مثل الأسهم، السلع، العملات إلخ) بأسعار محددة وفي فترة زمنية معينة، دون فرضية أن المتداول مطالب بشرائها أو بيعها. بدأ استخدام تقنية عقود الخيارات في البورصات في السبعينات، لكنها لم تلق الإهتمام الكبير في البداية، ففي ذلك الوقت كان التداول عبر هذه الأداة الاستثمارية محصوراً بين مجموعة صغيرة من المستثمرين.
ومع ذلك، بدأ الإقبال المتزايد على عقود الخيارات في الثمانينات، مع تزايد الإهتمام بمخاطر السوق والرغبة في تحقيق أرباح كبيرة. وفي هذه المرحلة، بدأت البورصات في تطوير البرامج اللازمة لتنفيذ التداولات بسرعة ودقة اكبر، مما أسهم في ترسيخ دور تداولات عقود الخيارات في الأسواق المالية.
وتعتبر عقود الخيارات أداة مفيدة للمستثمرين حيث تتيح لهم الفرصة للتحكم في المخاطر وتقليلها، وإدارة المخاطر التي تتعرض لها في الأسواق المالية. وهذا يعني أن المستثمرين يستطيعون الحصول على الأسهم بسعر أقل وأقل مخاطرة من خلال تداول عقود الخيارات.
وقد أثّرت تلك التداولات بشكل كبير على شكل الأسواق المالية، حيث أصبحت الأسواق أكثر سيولة وأكثر تطوراً بسبب الإقبال المتزايد من قِبل المستثمرين، كما أن أدوات التداول المالية المبتكرة تستخدم عادةً في الأسواق المالية للتطوير والتحسين.
وبالإضافة إلى ذلك، تركّز عقود الخيارات على تبسيط التداولات في الأسواق المالية، حيث يتم التداول في ظل شروط وأحكام محددة مسبقًا، وهو ما يسمح بزيادة الثقة بين المستثمرين والحد من المخاطر والتضخيم
تتميز عقود الخيارات بشروط معينة يجب الالتزام بها من قبل المتداولين وهذه الشروط تختلف من حيث السعر والفترة الزمنية وحقوق والتزامات الأطراف. ومن الشروط الرئيسية لعقود الخيارات ما يلي:
1- سعر الاسترداد: هو سعر الأصل الذي يتم تداوله عند انتهاء صلاحية العقد.
2- الوقت المحدد: يُحدد في العقد بشكل دقيق وهو الفترة الزمنية التي تستمر فيها صلاحية العقد.
3- حقوق والتزامات الأطراف: تحدد الشروط والأحكام الخاصة بكل طرف في العقد بشكل دقيق لتحديد اتفاقية العقد.
4- نوع الخيار: يجب تحديد النوع المناسب من الخيار المراد شراؤه، سواء كان خيار شرائي (Call option) أو خيار بيع (Put option).
ويرى المؤيدون لعقود الخيارات بأنها تساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بالأسواق المالية، كما أنها تتيح للمُتداولين فرصاً للتحكم في شراء أو بيع الأصول مع الحفاظ على جزء من رأس المال. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعد أداة استثمارية قوية لتحقيق الأرباح في الأسواق المالية.
ومن ناحية أخرى، هناك المانعين إلى عقود الخيارات الذين يرون فيها أنها تحث المستثمرين على المخاطرة والتقليل من قيمة رأس المال، إضافة إلى العديد من الأحكام الصارمة التي يجب الالتزام بها لضمان عدم الوقوع في الديون والخسائر المالية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض المستثمرين يستخدمون عقود الخيارات في الاحتيال والتلاعب بالأسواق المالية، مما يوجد مخاطر إنتهاك الأخلاقيات المهنية والنوايا الصادقة في المعاملات المالية.
وبشكل عام، يؤكد الخبراء إلى أن عقود الخيارات يجب أن تستخدم بحذر وفقًا لمعايير وأحكام محددة لتجنب المعاملات المشبوهة والمخاطر المالية.
وفي النهاية، يمكن القول بأن عقود الخيارات قد غيّرت شكل الأسواق المالية بشكل كبير عن طريق إدخالها لمزيد من الدقة والمرونة والسيولة في تداول الأصول المالية. والآن، تعد عقود الخيارات من أهم الأدوات المستخدمة في الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم، وأصبحت مرتكزًا أساسيًا للعديد من المستثمرين المحترفين وغير المحترفين في كل انحاء العالم.
