في عالم مثالي، يجب أن تعكس أسعار الأسهم دائمًا القيمة الأساسية للشركات. ومع ذلك، الواقع يظهر أن الأسواق المالية ليست مثالية في هذا الصدد. ينطبق ذلك بسبب تأثير المشاعر الإنسانية على عمليات البيع والشراء، مما يؤثر على تقييم الأصول.
تعتبر التغيرات التي تتحكم فيها المشاعر على نطاق واسع من بين العوامل التي تؤدي إلى فصل بين الأسعار والقيمة الأساسية للأصل. وهذا الواقع يؤدي إلى تحريك أسعار الأسهم إلى مستويات أعلى أو أدنى بما لا يتناسب مع الواقع المثالي الذي ينبغي أن تكون عليه.
نظرًا للتفاؤل الزائد تجاه الفقاعة “دوت كوم”، مثلاً، استثمر العديد الكبير من المستثمرين في أسهم التكنولوجيا بلا تردد، دون الانتباه الجاد إلى أساسيات هذه الشركات. ومع هذا الاهتمام المفرط بالتكنولوجيا، كان من الصعب للغاية التمييز بين هذا التأثير العاطفي والواقع المالي لهذه الشركات.
ولحسن الحظ، هناك مقياس يشير إلى كيفية تأثير معنويات المستثمرين على أسعار الأسهم في الوقت الحالي، ويعمل هذا المقياس بشكل خاص في السوق الأمريكية.
يعرف هذا المقياس بمؤشر “الخوف والجشع” الذي تم تطويره بواسطة “سي إن إن بزنس”. وفيما يلي شرح لطبيعة هذا المؤشر وكيفية عمله.
ما هو مؤشر الخوف والجشع في سوق الأسهم الأمريكي وكيف يفيد المستثمر؟
مؤشر الخوف والجشع هو مقياس يقيس معنويات المستثمرين في السوق. يُعتبر هذا المؤشر مهمًا بسبب تأثير المشاعر الإنسانية على السوق المالية. عندما يكون المستثمرون خائفين بشكل شديد، ينخفض سعر الأسهم، وعندما يكونون جشعيين، يرتفع سعر الأسهم. يمكن لمؤشر الخوف والجشع أن يساعد المستثمرين في تقييم ما إذا كانت الأسهم تحت قيمتها الحقيقية، أو إذا كانت تقدر تقديرًا عادلًا، أو إذا كانت مبالغ فيها.
مؤشر الخوف والجشع عبارة عن مقياس يتراوح من 0 إلى 100. تشير القيم الأدنى إلى سوق هابط يسوده الخوف، بينما تشير القيم الأعلى إلى سوق صاعد يسوده الجشع. وهنا هي التعبيرات التي تعطي المزيد من التفصيل:
- الخوف الشديد: 0-25 نقطة.
- الخوف: 25-45 نقطة.
- السوق محايد: 45-55 نقطة.
- الجشع: 55-75 نقطة.
- الجشع الشديد: 75-100 نقطة.
استخدام مؤشر الخوف والجشع يساعد المستثمرين في فهم المشاعر السائدة في السوق واتخاذ قرارات استثمارية أكثر فهمًا وتحكمًا. فعندما يعلو المؤشر، يمكن للمستثمرين أن يتخذوا الحذر ويتجنب الجشع الزائد، وعندما ينخفض المؤشر، يمكنهم الاستفادة من فرص الشراء في سوق هابط.
مؤشرات الخوف والجشع هي مجموعة من العوامل التي تساهم في قياس معنويات المستثمرين وتأثيرها على الأسعار في السوق المالية. وفيما يلي توضيح لكل عنصر من العناصر التالية المتعلقة بهذه المؤشرات:
- زخم السوق: يشير إلى قوة الاتجاه الحالي في سوق الأسهم. إذا كان هناك زخم إيجابي، أي اتجاه صعودي قوي، فقد يشعر المستثمرون بالجشع ويدفعون لشراء المزيد من الأسهم. وعلى العكس، إذا كان هناك زخم سلبي، أي اتجاه هبوطي قوي، فقد يشعر المستثمرون بالخوف ويتجهون للبيع.
- قوة سعر السهم: يشير إلى تحركات سعر السهم وتغيراته. إذا ارتفع سعر السهم بشكل قوي، فقد يشجع ذلك المستثمرين على الشراء ويعكس جشعهم. وعلى الجانب الآخر، إذا انخفض سعر السهم بشكل حاد، فقد يثير ذلك الخوف ويدفع المستثمرين للبيع.
- حجم التداول: يشير إلى عدد الأسهم التي تتداول يوميًا. إذا كان هناك ارتفاع في حجم التداول، فقد يعكس ذلك نشاطًا قويًا في السوق ويعزز الجشع أو الخوف بناءً على الاتجاه.
- عقود خيارات البيع والشراء: تعكس تلك العقود توقعات المستثمرين لحركة سعر الأسهم في المستقبل. إذا ارتفعت عقود البيع بشكل كبير، فقد يشير ذلك إلى توقعات سلبية ويولد الخوف. وعلى الجانب المقابل، إذا ارتفعت عقود الشراء بشكل كبير، فقد يشير ذلك إلى توقعات إيجابية ويولد الجشع.
- تقلبات السوق: يشير إلى مستوى عدم اليقين والتقلبات في أسعار الأصول المالية. إذا كانت هناك تقلبات كبيرة في السوق، فقد يثير ذلك الخوف ويدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن، مثل السلع الأساسية أو العملات الاحتياطية.
- الطلب على الملاذ الآمن: يشير إلى طلب المستثمرين على الأصول التي تعتبر آمنة في ظل ظروف اقتصادية غير مستقرة، مثل الذهب أو العملات الاحتياطية. عندما يكون هناك طلب متزايد على هذه الأصول، فإن ذلك يشير إلى ارتفاع مستويات الخوف.
- طلب السندات غير المرغوب فيها: يشير إلى الطلب على السندات التي تعتبر عالية المخاطر وغير جاذبة في ظل التوقعات السلبية للاقتصاد. إذا زاد الطلب على هذه السندات، فيعكس ذلك شعورًا بالخوف لدى المستثمرين.
تلك هي بعض المؤشرات الرئيسية التي تساهم في قياس معنويات المستثمرين وتأثيرها على أسعار الأسهم في سوق المال. يتم استخدام هذه المؤشرات لتحليل السوق واتخاذ القرارات الاستثمارية المناسبة.