في دراسة حديثة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ، تم الكشف عن أن الثورة المستمرة في الذكاء الاصطناعي (AI) اصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا على الوظائف الماهرة. حيث يسلط التقرير الضوء على ضعف المهن المختلفة أمام الأتمتة والنزوح المحتمل للعمال في جميع أنحاء العالم.
ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ، فإن واحدة من كل سبع وظائف تقريبًا معرضة لخطر الأتمتة ، مع تشريد ما يقرب من 66 مليون عامل في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وحدها. كما يشمل هؤلاء العمال المهرة محترفين يعملون في مجالات مثل المحاسبة والإدارة والتصنيع ، والذين يواجهون الآن خطرًا متزايدًا يتمثل في استبدالهم بالذكاء الاصطناعي وأنظمة التكنولوجيا المتقدمة.
هذا وتؤكد الدراسة أن الأتمتة لم تعد تقتصر على المهام اليدوية الروتينية ولكنها تتعدى تدريجياً على الأدوار التي تتطلب مهارات معرفية ومهارات صنع القرار المعقدة. حتى المهن التي تتطلب مؤهلات أعلى ، بما في ذلك الأطباء والمهندسون والمحللون الماليون ، فهي ليست محصنة ضد تأثير ثورة الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك ، يشير التقرير أيضًا إلى أن التطورات التكنولوجية نفسها التي تؤدي إلى انعدام الأمن الوظيفي والتي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى ظهور فرص عمل جديدة. فمن المرجح أن تؤدي التحولات في أسواق العمل إلى خلق أدوار بديلة تتطلب القدرة على التكيف والإبداع والذكاء الاجتماعي.
ولمواجهة هذه التحديات ، توصي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية صانعي السياسات بالتركيز على مبادرات إعادة تشكيل المهارات وصقل المهارات لتزويد العمال بالمهارات اللازمة للعصر الرقمي. وهذا يشمل تزويد الأفراد بفرص التدريب المستمر ودعم الانتقال بين الوظائف لضمان التكيف السلس مع مشهد التوظيف المتغير. لذا فمن الهام مع استمرار ثورة الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل سوق العمل ، يجب على الحكومات والشركات والأفراد تبني إمكانات الذكاء الاصطناعي مع معالجة المخاطر المحتملة لضمان مستقبل مستدام وشامل للقوى العاملة.
