يقول راتي إن الذكاء الاصطناعي يمكنه الآن أن يلقي نظرة على منزل ويتنبأ بسعره بدقة عالية باستخدام خوارزميات مثل خاصية غوغل ستريت فيو في خرائط غوغل وغوغل إيرث. ومع ذلك، قد يؤدي استخدام هذه التقنية إلى تشويه سوق العقارات في تقديرها. فعلى الرغم من استخدام الوكلاء للبيانات لتقييم المنزل، إلا أنهم لا يزالون بحاجة إلى زيارة الموقع للتحقق منه بصورة مباشرة، حيث يعثرون على أدلة مهمة. ومن المتوقع أن يتمكن الذكاء الاصطناعي المرئي من اتباع نفس العملية على نطاق أوسع.
ويمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تقدم العديد من المزايا في قطاع العقارات. يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل اتجاهات السوق وتقييمات العقارات وتفضيلات العملاء لتوفير تنبؤات دقيقة لتقييم العقارات وفرص الاستثمار. كما يمكن للذكاء الاصطناعي توفير جولات عقارية افتراضية توفر تجارب غامرة للمشترين المحتملين وتوفير الوقت والجهد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لروبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي معالجة الاستفسارات وتحسين تجربة العملاء. يمكن أيضًا للذكاء الاصطناعي تقييم المخاطر وتوفير تحليلات تساعد المتخصصين في اتخاذ قرارات مستنيرة.
في دراسة قام بها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، استخدموا 20,000 صورة للمنازل في بوسطن وبيانات تظهر تغيرات في أسعارها مع مرور الوقت. استخدموا نموذج “التعلم العميق” لتحليل الصور وتحديد العلاقة بين السمات المرئية للمنازل والتغيرات في قيمها. وبعد إضافة المتغيرات الأخرى مثل المعلومات الهيكلية ووسائل الراحة في الحي، تمكن النموذج من توفير تنبؤات دقيقة جداً حول تغيرات الأسعار.
هذه ليست سوى البداية، فقد اكتشفوا أن الذكاء الاصطناعي المرئي فعال أيضاً في التنبؤ بعدة جوانب للجيران مثل الفقر والجريمة والصحة العامة باستخدام 27 مليون صورة من التجوّل الافتراضي في الولايات المتحدة. وسيتم استخدام الصور المتاحة للجمهور من مواقع العقارات ووسائل التواصل الاجتماعي لتطبيق هذا التحليل داخلياً، مثل اكتشاف العناصر الفخمة في المنازل.
تلك التقنيات، إلى جانب مؤشرات أخرى مثل معدلات الرهن العقاري، ستصبح قوة قوية للصناعة في المستقبل.
