منافسة العملات العالمية: السعي للتخلص من الدولار كوسيلة لتحقيق الاستقلال المالي والسيادة الاقتصادية.

مشاركة المقال:

في قمة البريكس التي انعقدت الأسبوع الماضي، أعرب الرئيس الروسي “فيلاديمير بوتين” عن رغبته الثابتة في الوصول إلى هدف إنهاء الاعتماد على الدولار، ولا يوجد مجال للرجوع عن هذا القرار.

تعتبر هذه القمة، التي تجمع خمس اقتصادات ناشئة، نقطة تحول مهمة في التوجه نحو تقليص الاعتماد على الدولار، مما يؤكد التحفظات والانتقادات المتزايدة حول دور العملة الأمريكية في النظام العالمي.

يستمر الدولار الأمريكي في السيطرة العالمية منذ انتقال الولايات المتحدة إلى الصدارة في النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.
ليست الانتقادات لمكانة الدولار في التعاملات الدولية أمرًا جديدًا، بل تعود إلى الستينيات من القرن الماضي.
أطلق وزير المالية الفرنسي السابق “فاليري جيسكار ديستان” مصطلح “الامتياز الباهظ للدولار الأمريكي” في الستينيات، مشيرًا إلى الحرية التي تتمتع بها الولايات المتحدة في تسجيل عجز مستمر في الميزان التجاري بفضل قدرتها على طباعة الدولار وتسديد التزاماتها بأقل تكلفة.
انتقد الرئيس الفرنسي السابق “شارل ديجول” مكانة الدولار التي اكتسبتها في ظل نظام “بريتون وودز”، مشيرًا إلى أن قبول الدول للدولار بمثابة ما يعادل الذهب أعطى واشنطن قدرة على الحصول على ما تريده من العالم بشكل مجاني.
أنفقت العديد من الدول سنوات في الاعتراض على سيطرة الدولار والتي تسمح لواشنطن بحرية الاقتراض، بالإضافة إلى المخاطر التي تشكلها على النظام المالي العالمي.
قبل حوالي 15 عامًا، أدت الأزمة المالية العالمية التي بدأت في الولايات المتحدة وأثرت على معظم دول العالم إلى إثارة المناقشات من جديد حول التخلي عن الدولار.

أثارت العقوبات الأمريكية التي فرضت على بعض الدول في السنوات الأخيرة مخاوف متزايدة حول تداعيات الاعتماد الكبير على الدولار.
في وقت سابق من هذا العام، أعرب الرئيس الكيني “ويليام روتو” عن استياءه من الاعتماد المستمر على الدولار في إفريقيا والتأثيرات الاقتصادية الناتجة عن تقلباته.
سأل “روتو”: “لماذا يجب أن يكون الدولار الأمريكي جزءًا من التجارة بين كينيا وجيبوتي؟ لماذا؟”.
أعاد الرئيس البرازيلي “إيناسيو لولا دا سيلفا” طرح نفس التساؤل قبل قمة البريكس في الأسبوع الماضي، حيث قال: “لماذا تحتاج البرازيل إلى الدولار للتجارة مع الصين أو الأرجنتين؟ يمكننا التعامل بعملاتنا الوطنية”.
على الرغم من اقتراح “دا سيلفا” بإطلاق عملة مشتركة لمجموعة البريكس، إلا أن الاقتراح لم يحظ بالاهتمام الواسع من قبل الأعضاء الآخرين، بسبب صعوبة التنفيذ والحاجة إلى تحقيق تكامل في السياسات الاقتصادية والنقدية والمالية بين الدول الأعضاء.

قد يهمك أيضاً

29 أكتوبر, 2024 - 03:45 م

إعادة افتتاح بنك بيمو السعودي الفرنسي في دير الزور بعد غياب 12 عاماً

26 أكتوبر, 2024 - 03:41 م

رفع سقف السحب اليومي من صرافات العقاري إلى 600 ألف ليرة

24 أكتوبر, 2024 - 01:32 م

نسبة توزيع مازوت التدفئة بلغت 2.5% في ريف دمشق

24 أكتوبر, 2024 - 01:22 م

مصرف سوريا المركزي يسمح باعتماد تطبيقات إلكترونية لتقديم خدمة الحوالات الداخلية

22 أكتوبر, 2024 - 04:04 م

تخفيض مدة سداد قرض الطاقة الشمسية للقطاع المنزلي إلى 10 سنوات

21 أكتوبر, 2024 - 03:28 م

مصرف سوريا المركزي: فتح أكثر من مليون حساب مصرفي للاستفادة من الدعم النقدي