عادت مشكلة الإشعاعات الناتجة عن الهواتف الذكية إلى الواجهة مرة أخرى، بعد قرار فرنسا بحظر مبيعات آيفون 12، بسبب تجاوزه الحدود المسموح بها للموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة منه. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، حيث أعلنت بلجيكا أيضًا تحقيقها في هذه المسألة.
تشير السلطات الفرنسية المختصة إلى أن نسبة الإشعاعات التي تنبعث من آيفون 12 بلغت 5.74 واط لكل كيلوغرام، عندما يتم حمله في اليد أو وضعه في الجيب، وهذا يتجاوز المعيار الأوروبي الذي يبلغ 4 واط لكل كيلوغرام. ومن جهة أخرى، يشير الموقع الرسمي لشركة آبل إلى أن مستوى الإشعاع الناتج عن آيفون 12 عندما يكون قريبًا من الرأس أو الجسم يصل في أقصى الحالات إلى 1.17 واط لكل كيلوغرام.
يشير مهندس الاتصالات عيسى سعد الدين إلى أن هناك جدلًا مستمرًا منذ سنوات حول مخاطر الإشعاعات الناتجة عن الهواتف الذكية. وحتى الآن، لا يزال العلماء مختلفين حول الأثر السلبي الذي يمكن أن تحدثه تلك الإشعاعات في جسم الإنسان ومدى الضرر الذي يمكن أن تتسبب فيه.
ويوضح سعد الدين أن الاختلاف الحاصل بين العلماء بشأن مخاطر الإشعاعات الناتجة عن الهواتف يعكس أيضًا اختلافًا كبيرًا في قوانين الدول المحددة لنسبة الإشعاعات الخطيرة. فلا يوجد معيار موحد يجمع الدول، بل يحدد كل طرف النسبة التي يراها مناسبة بناءً على دراساته، ويشير إلى أن هناك معيارين لقياس الإشعاعات، الأول مرتبط بوجود الهاتف بالقرب من الرأس، والثاني مرتبط بوجوده بالقرب من الجسم.
يشرح سعد الدين أن الهواتف الذكية تصدر إشعاعات كهرومغناطيسية ويتم قياسها بواسطة معيار معروف بـمعدل امتصاص محدد (SAR). ينصح حاملو الهواتف الذكية بالاطلاع على دليل الاستخدام الخاص بالهاتف أو زيارة الموقع الرسمي للشركة المصنعة لمعرفة نسبة الإشعاعات التي يصدرها الهاتف. ويشير إلى أنه كلما كانت نسبة الإشعاعات أقل من 1 واط لكل كيلوغرام، كلما كان ذلك أفضل. يمكن للمستخدم البحث عبر محرك غوغل عن طراز الهاتف مع إضافة عبارة SAR للحصول على هذه المعلومات.
من جهته، يوضح الدكتور وسيم مدلج أن الهواتف الذكية ترسل موجات كهرومغناطيسية للبحث عن أقرب برج إرسال، وهذه الموجات يتم امتصاصها بأنسجة جسم الشخص المحمل للهاتف. ويركز على أن امتصاص الجسم للإشعاعات يختلف من شخص لآخر، ويتأثر بعوامل مثل العمر، حيث يقل امتصاص الإشعاعات كلما زادت الفئة العمرية.
