في إطار عمليات التعافي من أدنى مستوى في ستة أشهر مقابل الدولار الأمريكي، شهد اليورو ارتفاعًا في السوق الأوروبية يوم الجمعة. جاء هذا الارتفاع بعد خسائر فادحة في اليوم السابق، حيث تمت عمليات التقاط الأنفاس من قبل المتداولين.
ومع ذلك، فإن اليورو يواجه تحديًا حقيقيًا حيث يقترب من تكبد خسارة أسبوعية جديدة. فهو يخوض أطول سلسلة خسائر أسبوعية في تاريخه، وذلك بسبب المفاجآت التي أعلن عنها البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس الماضي. بالإضافة إلى ذلك، تزايدت المخاوف حيال الفجوة في أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة.
في خطوة مفاجئة ومخالفة لتوقعات السوق، قرر البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس الماضي رفع أسعار الفائدة للمرة العاشرة على التوالي، استمرارًا في سعيه لمكافحة التضخم المرتفع في منطقة اليورو.
بزيادة قدرها 25 نقطة أساس، ارتفعت أسعار الفائدة إلى نطاق 4.5%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2001. وكانت توقعات السوق تشير إلى استمرار استقرار أسعار الفائدة دون أي تغيير.
في بيانه النقدي، أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أنه على الرغم من تباطؤ التضخم، من المتوقع أن يظل المستوى المرتفع لفترة طويلة جدًا.
وأوضح البنك أنه يرون أن الأسعار الحالية للفائدة قد وصلت إلى مستويات مناسبة، وإذا تم الحفاظ عليها لفترة كافية، ستسهم بشكل كبير في استعادة التضخم إلى المستوى المستهدف في الوقت المناسب.
وأكد البنك المركزي الأوروبي أن القرارات المستقبلية ستضمن تحديد أسعار الفائدة الحاسمة على مستويات مناسبة عند الحاجة، وسيتم الاستمرار في اعتماد نهج قائم على البيانات لتحديد المستوى المناسب وفترة التقييد لأسعار الفائدة.
صرحت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، بأن أعضاء البنك يرون أن قرار رفع أسعار الفائدة اليوم وصل إلى مستوى تقييد كبير، وعند الاستمرار في الحفاظ عليه، سيسهم ذلك في تحقيق هدف التضخم.
وأوضحت لاجارد أن أسعار الفائدة الحالية ستساهم في تحقيق هدف التضخم على المدى المتوسط البالغ 2%. وأكدت لاجارد أن البنك المركزي الأوروبي سيستمر في الاعتماد على البيانات لتحديد المدة التي يجب فيها الاحتفاظ بأسعار الفائدة عند المستوى الحالي.
فيما يتعلق بفجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة، فقد انخفضت حاليًا إلى 100 نقطة أساس فقط، وهي الأدنى منذ مايو 2022. ومن المتوقع أن تستمر عند هذا المستوى حتى نوفمبر، في ظل احتمالية عدم رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة وتعليق مجلس الاحتياطي الفيدرالي مؤقتًا خلال الاجتماع القادم.
ومع ذلك، هناك احتمالات لرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر، مما سيؤدي إلى زيادة الفجوة مرة أخرى إلى 125 نقطة أساس، وهذا سيعزز فرص الاستثمار في الدولار مقارنة باليورو.
