شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا خلال تعاملات الثلاثاء، حيث حققت مكاسب ملحوظة نتيجة تزايد حالة عدم اليقين في السوق بسبب التوترات في الشرق الأوسط. وفي الوقت ذاته، أثرت التصريحات الحذرة الصادرة عن كبار المسؤولين في الفيدرالي الأمريكي على الدولار وعوائد السندات. وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.25% لتصل إلى 1869 دولار للأوقية، بينما تراجعت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.3% إلى 1855 دولار للأوقية. ويشهد مؤشر الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.14% ليصل إلى 105.957 نقطة.
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا عند تسوية تعاملات يوم الإثنين الماضي، مع زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن سجل المعدن الأصفر خسائر لمدة أسبوعين متتاليين.
وعند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بتسليم شهر ديسمبر بنسبة تقريبية تبلغ 1%، أو ما يعادل 19.1 دولار، لتصل إلى 1864.3 دولار للأوقية، وهي أعلى تسوية منذ 29 سبتمبر الماضي. وارتفع سعر الذهب بنحو 1.6% يوم الاثنين، في أكبر قفزة يومية خلال خمسة أشهر، نتيجة الاشتباكات العسكرية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما زاد من الطلب على أصول الملاذ الآمن والنفط.
وقد لامست أسعار الذهب أدنى مستوى خلال سبعة أشهر في نهاية الأسبوع الماضي، بسبب ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، في ظل توقعات بتشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.
وشهدت أسعار الذهب في بورصة شنغهاي ارتفاعًا خلال التداولات بنسبة تبلغ 2.7%، مما يعد أكبر زيادة في قرابة سبعة أسابيع، وذلك لتوسيع الفارق بينها وبين أسعار الذهب في لندن إلى 112 دولار للأوقية.
تراجعت احتمالية زيادة معدلات الفائدة في اجتماع البنك المركزي الأمريكي خلال نوفمبر، وفقًا لأداة “فيد واتش”، حيث انخفضت إلى 13.5% مقارنة بـ 27.1% المسجلة يوم الجمعة. يعود ذلك إلى التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط والتي قد تؤثر على قرار الفيدرالي بزيادة أسعار الفائدة. يتوقع أن تزيد التقلبات المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط من حالة عدم اليقين بين المستثمرين، خاصة قبل موسم أرباح الشركات وبيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع. ومع ذلك، فإن أسعار الفائدة الأمريكية ستظل المحرك الرئيسي في المدى الطويل. عادة ما يُعتبر الذهب استثمارًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ولكن بما أنه لا يوفر عائدًا، فإنه يفقد جاذبيته عندما ترتفع أسعار الفائدة. في الأيام الأخيرة، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تراجعًا حادًا من أعلى مستوياتها في عام 2007، وانخفض مؤشر الدولار بسبب مخاوف من أن ارتفاع عوائد السندات الطويلة الأجل قد يؤثر على زيادات أخرى في أسعار الفائدة القصيرة الأجل. يترقب المستثمرون الآن صدور محضر اجتماع البنك المركزي الأمريكي في سبتمبر لمزيد من التوجيهات.
