شهد العام 2023 تحولات كبيرة في سوق العملات المشفرة، حيث تعاملت مع تحديات تنوعت بين تشديد القيود التنظيمية وانسحاب بعض المنصات الكبيرة. في المقابل، شجع الاهتمام المتزايد بالصناديق الخاصة للعملات المشفرة على تحفيز السوق، حيث حققت ارتفاعات ملحوظة.
كما تأثر سعر البتكوين بشكل كبير بالاضطرابات السياسية والعوامل الجيوسياسية العالمية، حيث سجلت زيادات هائلة تجاوزت الـ 100 بالمئة، ورغم عدم بلوغها ذروتها السابقة، إلا أن تأثيرات تقنية واقتصادية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية، ساهمت في رفع سعرها إلى مستويات تجاوزت أربعين ألف دولار.
وفي ظل حالة من عدم اليقين التي تكتنف مستقبل سوق العملات المشفرة في العام الجديد 2024، مع التركيز على الضبابية المحيطة بمستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وزيادة التقلبات في السوق، والحديث عن تشديد إجراءات التنظيم، قام خبراء بتقديم تصريحات مفادها انهم ناقشوا العوامل التي ستحدد اتجاهات السوق في المستقبل وتأثير تكثيف عمليات التنظيم على تطوير السوق.
كما استفادت العملات الرقمية بشكل كبير من التطورات الاقتصادية العالمية خلال عام 2023، وخاصة في النصف الثاني من العام، مما يفتح الباب للتوقعات بمزيد من الارتفاعات في 2024. يُشير ذلك إلى عوامل مثل الإقبال الكبير على المخاطر وزيادة الطلب على أدوات المخاطرة مثل العملات الرقمية، نتيجة للأخبار حول تخفيض أسعار الفائدة في اقتصادات كبيرة في بداية 2024.
كما ترددت أيضًا أخبار حول قبول هيئة الإشراف على الأوراق المالية (سيك)، التابعة للبورصة الأميركية، لفكرة صناديق ومؤشرات متداولة للبيتكوين. وتشير التوقعات إلى موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات في عام 2024 على مجموعة من صناديق المؤشرات، مما دفع العديد من الشركات والصناديق الكبرى، مثل شركة “بلاك روك” الأميركية، إلى تقديم طلبات أكبر للاستثمار في العملات الرقمية، مع احتمال ارتفاع الأسعار بعدما وصل سعر البتكوين إلى ما يقرب من 45 ألف دولار.
ومن المتوقع أن يؤثر اعتماد صناديق الاستثمار المتداولة بشكل رسمي بشكل أكبر على سوق العملات الرقمية، حيث قدمت حوالي ثمانية صناديق طلبات لإنشاء صندوق متداول في البورصة.
