يخطط مدير منطقة “زاله أورلا” في ولاية تورينغن وسط ألمانيا لفرض عمل يومي لمدة أربع ساعات على طالبي اللجوء، مقابل مبلغ مالي رمزي يبلغ حوالي 64 يورو شهريًا.
حسب تقرير من هيئة البث الإذاعي الألمانية (ARD)، يهدف المدير الإداري الجديد لمنطقة “زاله أورلا”، كريستيان هيرغوت، الذي يمثل “حزب المسيحي الديمقراطي” وفاز في الانتخابات الأخيرة وتولى المنصب قبل بضعة أسابيع، إلى إلزام حوالي 150 شخصًا من طالبي اللجوء الذين يعيشون في مراكز الإقامة الجماعية بالعمل. وسيتعرض أي شخص يرفض العمل لعقوبات مالية.
وبحسب هيرغوت، سيتم تطبيق القرار على طالبي اللجوء الرجال والنساء الذين يحق لهم العمل ولم يقوموا بذلك بعد لأسباب مختلفة، بالإضافة إلى طالبي اللجوء الذين لا يحق لهم العمل حاليًا (نظرًا لعدم حصولهم على تصريح عمل). وسيتم إعطاء الأولوية لأولئك الذين يظهرون استعدادًا تطوعيًا للعمل.
ويشمل القرار اقتراحًا بأن يكون العمل معنيًا بأنشطة خدمة المجتمع مثل التنظيف والصيانة، سواء في المساكن الجماعية التي يعيشون فيها أو في مؤسسات وبلديات أخرى.
وينص القرار على أن العمل يجب أن يكون لمدة أربع ساعات يوميًا، بأجر يقدر بـ 80 سنتًا في الساعة، أي ما يعادل حوالي 64 يورو شهريًا (وهو المبلغ الذي يتلقاه عادة العاملون في الأعمال التطوعية). وسيتم تحويل هذا المبلغ إلى بطاقة دفع، والتي ستبدأ بعض الولايات الألمانية في تنفيذها في مارس القادم، لتوفير المساعدة لطالبي اللجوء على شكل “رصيد” بدلاً من النقد.
القرار من أجل “المساعدة على الاندماج بسرعة”
وفقًا للقانون الخاص بإعانات طالبي اللجوء في ألمانيا، يُحظر على اللاجئين ممارسة العمل العادي في الأشهر الثلاثة الأولى من وصولهم. ومع ذلك، يُطالَب الأشخاص القادرين على العمل والذين لم يعدوا في سن الدراسة الإلزامية بالاستفادة من الفرص العمل المتاحة لهم.
وفي هذا السياق، يُعتبر هيرغوت أن فرض العمل على طالبي اللجوء ليس استغلالًا، بل تطبيقًا للقانون والنظام. وأوضح لصحيفة بيلد الألمانية أنهم ينفذون قرار مجلس المنطقة خطوة بخطوة، بهدف تحفيز الأشخاص الذين يرفضون العمل وإرسال إشارة بأنه يجب أن يكون هناك تبادل متبادل بين الأشخاص الذين يستفيدون من أموال الضرائب والمجتمع، وعدم الاعتماد فقط على الدعم المالي.
ويبرر هيرغوت قراره بأنه يهدف إلى تعزيز قبول المجتمع الألماني للاجئين وتعزيز عملية اندماجهم. كما يشير إلى أن الأعمال المطلوبة لا تحتاج إلى مهارات لغوية متقدمة ويمكن أن تساعد اللاجئين في تحسين مستوى لغتهم الألمانية بشكل أفضل من خلال دورات اللغة التقليدية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأعمال يمكن أن تساعد اللاجئين على اكتساب مهارات تأهلهم للحصول على وظائف عادية أو تدريب مهني مستقبلي.
انتقادات كبيرة من مجلس اللاجئين
انتقدت ميريام كروبا، مفوضة الاندماج في ولاية تورينغن، تصريحات هيرغوت ووصفتها بأنها “خطاب شعبوي”. وأشارت إلى أن “مبادرة مجلس منطقة زاله أورلا” تضع طالبي اللجوء في موقف مشبوه وتظهرهم وكأنهم لا يرغبون في العمل، ولكن هذا خاطئ، فهناك العديد من اللاجئين الذين لا يُسمح لهم حتى بالانضمام إلى سوق العمل الأساسي على الرغم من رغبتهم في ذلك.
وطالبت كروبا بتسهيل دخول طالبي اللجوء إلى سوق العمل وإلغاء حظر العمل بالكامل حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم. وأشارت إلى أنه يجب إصدار ومناقشة قرارات مثل هذه على المستوى الفيدرالي فقط.
وذكرت شبكة ARD أن مجلس اللاجئين في ولاية تورينغن انتقد هذا النهج واعتبر أن العديد من الأشخاص قد فقدوا مصداقيتهم. وقالت المتحدثة باسم المجلس، ليانة كيمنتس، إنه في البداية، لا يُسمح لطالبي اللجوء الجدد بالعمل، بل يحتاجون إلى الاندماج والوصول بشكل أسرع إلى دورات اللغة للانخراط تدريجياً في سوق العمل.
واعتبرت كيمنتس استخدام اللاجئين في العمل لدى شركات أخرى بأجر 80 سنتًا في الساعة، والخضوع لمساهمات التأمين الاجتماعي، أمرًا “مضحكًا”.
وفي الختام يمكنكم الاطلاع على أحدث الأخبار الاقتصادية في سوريا والعالم ومعرفة أسعار الصرف لحظة بلحظة من خلال زيارة موقعنا من هنا.
كما يمكنكم تحميل تطبيق أسعار الصرف السورية من هنا.