تتسارع المخاوف من تفاقم الأزمة التي قد تؤثر سلبًا على سلاسل التوريد العالمية بفعل استمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية خلال عبورها البحر الأحمر. حيث يحذر الخبراء بشدة من أن هذه الأزمة ستلقي بظلالها الخطيرة على الاقتصاد العالمي.
فقد شهد العالم سلسلة من الأزمات الاقتصادية في السنوات الأخيرة، بدءًا من تفاقم جائحة كورونا وصولاً إلى العدوان الروسي على أوكرانيا وتصاعد معدلات التضخم على مستوى العالم. ومن ثم أثرت هذه الأزمات بشكل كبير على حركة التجارة العالمية وتسببت في تداولات غير مستقرة للبلدان العالمية.
ومع انقضاء عام 2023 وبداية عام جديد، تظهر مخاوف جديدة تتعلق بتأثيرات محتملة على سلاسل التوريد العالمية. وفي هذا السياق، قررت شركات الملاحة الرئيسية تغيير مسار سفنها لتجنب منطقة البحر الأحمر وقناة السويس، نتيجة لاستمرار هجمات الحوثيين في هذه المنطقة. وتشتتت آمال تحسن الوضع مع بداية العام الجديد، مع إرسال إيران سفينة حربية إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب. جاء ذلك بعد يوم واحد من تدمير البحرية الأمريكية لثلاثة زوارق تابعة للمتمردين الحوثيين، مما أدى إلى وفاة 10 مسلحين.
هذا وأكدت القيادة المركزية الأمريكية على منصة إكس، سابقًا تويتر، أن طائراتها انطلقت من حاملتي الطائرات “أيزنهاور” و”جرافلي” استجابةً لنداءات استغاثة من سفينة الشحن الدانماركية “ميرسك هانغتشو”. وردت السفينة بإطلاق النار على قوارب الحوثيين دفاعًا عن النفس، وأغرقت ثلاثة زوارق بالكامل، فيما فر القارب الرابع من المنطقة.
وتُعتبر دخول السفينة الحربية الإيرانية إلى البحر الأحمر إشارة لتصاعد الوضع، مما يثير مخاوف من تداولات غير مستقرة وتأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي. في أعقاب هذه الهجمات، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2 بالمئة، وسط تنامي المخاوف من انقطاع الإمدادات.
