تظهر الحاجة إلى وجود وسيلة للحفاظ على الأموال في سوريا نظرًا لعدم استقرار الاقتصاد وفقدان الناس للثقة في العملة المحلية، وبالتالي، يلجأ الناس إلى الاستثمار في الذهب، العقارات، أو الدولار، ونظراً إلى أن الاختيار الأخير يعتبر الأكثر صعوبة بسبب القوانين الاقتصادية، يطرح السؤال حول ما الأفضل العقار أم الذهب في سوريا؟
في تعليق على هذا الأمر، يشرح “شفيق عربش”، أستاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، في مقابلة مع صحيفة محلية أن الذهب على المستوى العالمي ليس وسيلة للادخار، بل يعتبر ملاذًا آمنًا للمتعاملين في البورصات الذين يقومون بتحوط صفقاتهم بالذهب عندما تظهر مؤشرات أو توقعات بحدوث تغيرات في الأسواق، أما في سوريا، فيمكن أن يُعَدّ الذهب استثمارًا ناجحًا إذا تم البيع والشراء دائمًا باستخدام العملة المحلية، وذلك بشرط استقرار سعر الذهب أو ارتفاعه المستمر، حيث يستخدم كوسيلة للتحوط وملاذًا آمنًا للحفاظ على قيمة العملة.
العقار أم الذهب في سوريا؟
أشار “عربش” إلى أنه عند القيام بتحليل واقع أسعار الذهب والعقارات في سوريا اليوم، فإننا سنجد بأن أسعار العقارات قد شهدت انخفاض بالمقارنة مع قيمتها الفعلية عند الأخذ بعين الاعتبار سعر الدولار الحالي وسعر العقار في الدولار قبل عام 2011.
وأضاف “عربش” أن الشخص الذي اشترى عقاراً بعد عام 2011 وحتى الآن باستخدام عملة صعبة مثل الدولار أو الذهب.. فقد تكبد خسائر، لأن سعر الأونصة الذهب في تلك الفترة كان لا يتجاوز 1500 دولار، بينما وصل سعر الأونصة اليوم إلى أكثر من 2200 دولار، وفي نفس الوقت، كان سعر العقار حوالي 25 مليون ليرة سورية، أي حوالي 500 ألف دولار، والشخص الذي يمتلك هذا العقار حاليًا غير قادر على استرداد رأسماله إذا قرر بيعه.
ومن ناحية أخرى، يرى “عربش” أن الاستثمار في الذهب يتطلب أشخاص محترفين.. وليس كما هو الحال في سوريا حيث يقوم الناس بشراء الذهب عندما يرتفع سعره قليلًا والتسابق في بيعه في حال ارتفع سعر الغرام أكثر.. أو حتى عندما ينخفض السعر.. وذلك لخوفهم من فقدان قيمة مدخراتهم الشرائية، وفي كلتا الحالتين، يتكبدون خسائر.
وأشار أيضًا إلى أن الفارق في السعر ليس العامل الوحيد الذي يؤثر في الربح.. حيث يتحمل المشتري تكاليف صياغة الذهب.. والتي أصبحت مرتفعة جدًا حاليًا، لذلك حتى إذا لم ينخفض سعر الغرام.. فإنه عندما يقرر بيعه، سيفقد قيمة هذه التكاليف.
وقال “عربش” إن الذهب هو سوق عالمي لا يمكننا التأثير فيه.. وأن أي قرارات اقتصادية أو أحداث سياسية أو عسكرية عالمية ستؤثر في أسعار الذهب، وبالتالي ستؤثر على العالم بأسره. وعندما يتم تثبيت معدلات الفائدة عالميًا، فإن الذهب يظل ثابتًا. وفيما يتعلق بالاستثمار في العقارات في سوريا، فإنه يعتبر أفضل لأولئك الذين يمتلكون عملة صعبة حاليًا. بينما للأشخاص الذين يمتلكون سيولة نقدية، فإن الاستثمار في العقارات يكون أقرب إلى الخسارة من الربح.
أفضل استثمار في سوريا
واعتبر أن أفضل استثمار في سوريا هو استثمار الأموال في البضائع والتجارة، وليس في الاحتكار. وذلك لأن أسعار جميع السلع تشهد ارتفاعًا مستمرًا وبوتيرة أعلى على مستوى سوريا. وعند النظر إلى الأسعار منذ عام 2011 وحتى اليوم، يتجاوز التضخم في العديد من السلع أكثر من 600 ضعف.
وفي الختام يمكنكم الاطلاع على أحدث الأخبار الاقتصادية في سوريا والعالم ومعرفة أسعار الصرف لحظة بلحظة من خلال زيارة موقعنا Syria Exchange News.
كما يمكنكم تحميل تطبيق أسعار الصرف السورية من جوجل بلاي.
