تم الاحتفال أمس الموافق 20 يونيو بيوم اللاجئ العالمي، وهو يوم مخصص لتكريم قوة اللاجئين في جميع أنحاء العالم. وتأتي الاحتفالية هذا العام في وقت يواجه فيه العالم أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. وما زال الملايين من الناس يفرون من منازلهم ويبحثون عن ملاذ آمن في بلدان أخرى بسبب الحرب والاضطهاد والعنف في بلدانهم وخاصة اللاجئين العرب. وعلى رأس القائمة هم السوريون الذين تم تشريدهم من منازلهم بسبب الحرب الأهلية المستمرة التي أفسدت البلاد لأكثر من عقد من الزمان.
والسوريون يشكلون أكبر مجموعة من اللاجئين في جميع أنحاء العالم، حيث هرب الملايين من الرجال والنساء والأطفال من بلد دمرته الحرب للبحث عن الأمان والمستقبل الأفضل لأنفسهم وعائلاتهم. ولقد وجد العديد منهم ملجأ في البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا، بينما وصل البعض الآخر إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم. ومع ذلك، فإن رحلتهم لم تكن سهلة، حيث واجه العديد منهم أشكالًا مختلفة من الصعوبات والمعاناة قبل وبعد وصولهم إلى بلدانهم الجديدة.
وقد جعل الارتفاع المفرط في تضخم اقتصاد العالم مأزق اللاجئين السوريين أكثر تعقيدًا حيث يكافحون لإعادة بناء حياتهم في بلدان أجنبية. في الوقت الذي يجد العديد منهم صعوبة في العثور على عمل ، ويزيد من الأمر سوءاً ارتفاع تكلفة المعيشة التي جعلت من الصعب عليهم تحمل الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والإسكان والرعاية الصحية. والوضع أسوأ حتى لأولئك الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين حيث تكون الظروف مزدحمة وغير صحية، وتفتقر إلى الخدمات الأساسية.
وأدى وباء COVID-19 إلى تعقيد الوضع بشكل أكبر بالنسبة للاجئين السوريين وغيرهم من المهجرين في جميع أنحاء العالم. حيث يواجه العديد من اللاجئين صعوبة متزايدة في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم مع انتشار الوباء بشكل سريع. وجعلت إجراءات التباعد الاجتماعي من الصعب على اللاجئين العثور على وظائف وكسب لقمة العيش، مما ترك العديد منهم يكافحون للبقاء على قيد الحياة.ومع ذلك، فإن اللاجئين السوريين وغيرهم من المهجرين في جميع أنحاء العالم يستمرون في إظهار مرونتهم وقوتهم الملحوظة على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهونها. حيث ثبتوا مرارًا وتكرارًا أنهم قادرون على التعافي من المصاعب وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم وعائلاتهم.
وفي يوم اللاجئ العالمي هذا، من الضروري الاعتراف بالمساهمات التي قدمها اللاجئون إلى عالمنا وتكريم قوتهم وروحهم الثابتة في مواجهة الصعاب. حيث يجب علينا العمل معًا كمجتمع عالمي لدعم اللاجئين ومساعدتهم في إعادة بناء حياتهم وتحقيق كامل إمكاناتهم. وهذا يعني توفير الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والتوظيف، وكذلك ضمان أن يعيشوا بكرامة واحترام في مجتمعاتهم المضيفة.
