تراجعت وتباطأت وتجاوزت صناعة الهواتف الذكية في الابتكار خلال الأربع سنوات الماضية. منذ طرح الهواتف القابلة للطي في السوق التجارية عام 2019، تعاني سوق الهواتف من تكرار المشهد، حيث تكاد معظم الطرازات المتاحة تكون متشابهة، وهذا ينطبق على جميع الشركات المصنعة للهواتف.
المشكلة الجوهرية في صناعة الهواتف الحالية هي الانحياز الثابت والعدم التجديد، وهذا يشكل تحديًا كبيرًا. فعدم وجود الجرأة في الابتكار وعدم تقديم تصميم جديد ومبتكر في عالم التكنولوجيا المحمولة، سيؤدي إلى تباطؤ مبيعات الهواتف في السنوات القادمة. وهذا يأتي في ظل تزايد اتجاه المستهلكين للحفاظ على هواتفهم القديمة لفترة أطول، بسبب عدم تغير تصاميم الأجهزة الجديدة.
وما يبدو أن عالم الهواتف الذكية يستعد للانتقال إلى مرحلة جديدة تمامًا، حيث ستكون مليئة بالابتكارات التي تتجاوز تطور الصناعة حتى الآن. كشف تقرير شركة CCS Insight عن أهم التوقعات التقنية لعام 2024 وما بعده، حيث ستبدأ شركات تصنيع الهواتف الذكية في غضون خمس سنوات من الآن في إنتاج هواتف مزودة بشاشات قادرة على إصلاح نفسها.
وبحسب CCS Insight، ستتمكن الشاشات الذاتية الإصلاح من خلال دمج “طبقة نانو” على سطحها. وعند تعرض الشاشة لأي خدش، ستقوم هذه الطبقة بإنشاء مادة جديدة تملأ الخدش وتصلحه تلقائيًا.
شركة إل جي اعتمدت تقنية الإصلاح الذاتي في بعض هواتفها الذكية منذ عام 2013، ولكن هذه التقنية لم تكن مثالية بشكل كامل. كانت تتعامل فقط مع الخدوش الطفيفة جدًا. في عام 2017، قدمت موتورولا براءة اختراع لشاشة تقوم بإصلاح نفسها عند التشقق. تظهر المزيد من براءات الاختراع المتعلقة بهذه التقنية، بما في ذلك سامسونغ وآبل. ومع ذلك، لم تتمكن تلك الشركات من طرح منتجات متعلقة بهذه التقنية بعد، وذلك بسبب الحاجة إلى استثمارات كبيرة في البحث والتطوير. يجب على شركات الهواتف العمل بجد لضمان قدرتها على طرح وتسويق منتجات قادرة على إصلاح نفسها بشكل يرضي تطلعات المستخدمين. أي خطأ في تحقيق هذا الاختراق دون المستوى المطلوب قد يتسبب في انتقادات قاسية تؤثر على ثقة المستخدمين في الشركة.
